IMLebanon

الصديق هو من يشعر بألمك عندما تخفيه

كتبت ريما فارس في صحيفة الجمهورية:

الصداقة ليست تعارفاً بين أشخاص وحفظ أسماء وابتسامات وزيارات وروايات يتبادلها الأفراد في ما بينهم.

الصدق هو عنوان الصداقة، من افتقد صدق الحديث ليس بصديق. قد تجد اناساً كثراً هم عابرون في الحياة لكن الصادقين قلّة، لا يحتاجون مناصب وألقاباً لتقتنع بهم. يدخلون القلوب دون استئذان بصفاتهم الصادقة ووجوههم المستبشرة بالطيبة.

يستوطنون اعماقك ويمنحونك الشعور بالسعادة. وتجد نفسك لست وحدك هناك من يتقاسم همومك، يسمعك ويسعى لمساعدتك.

الصداقة احدى علاقات الانسانية التي تقوم على اساس الثقة والود. هي نظام تواصل اجتماعي ووسيلة للتعبير عن ذاتنا وافكارنا واشراك الآخرين بها حتى تبني هيكلاً اجتماعياً متكاملاً يتحقق فيه التفاعل الاجتماعي، لأنّ أوقاتنا بين العمل والدراسة تشكّل ثلث حياتنا، نقضيها معهم فيصبحون جزءاً لا يتجزأ من أيامنا. هي زهرة لا بدّ من أن نرويها بماء الوفاء ونحوطها بتراب الإخلاص حتى تظل دائمة.

فالحياة عبارة عن ممر مجهول نجهل مساره ونحتاج فيه الى من يهتم بنا ونهتم بهم، لكي نخفف عنا وعنهم الهموم والضغوط النفسية. صديقك من يحفظك اذا غبت عنه، واذا ذُكر اسمك بالسوء دافع عنك، ينصحك اذا أخطأت ويرشدك للصواب، يحفظ عيوبك ولا ينشرها، يقبل اعتذارك ويسامحك، لا يكثر من اللوم والعتاب عليك لأنّه يقدّر محبتك.

وقد قال الامام جعفر الصادق: «لقد عظمت منزلة الصديق حتى انّ اهل النار يستغيثون به ويدعون في النار قبل القريب الحميم». فسلام على الدنيا اذا لم يكن فيها صديق صدوق صادق العهد منصفاً.