ولّد موقف الرئاسة الانطباع بأن رئيس الجمهورية ميشال عون متمسك برئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، ليس من باب تفضيله على وزير المال السابق الصفدي، إنما لأن الحريري يمثل الركن الثالث من أركان التسوية السياسية الخماسية التي اوصلته الى بعبدا بعد “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، وقبل “القوات اللبنانية” التي خرجت من الصف، و”الحزب التقدمي الاشتراكي” الذي خرج هو الآخر او في طريق الخروج.
أما الموقف الذي كسر موجة ترشيح الصفدي، على الصعيد السياسي، فقد تمثل بقرار ثلاثي رؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام رفض ترشيح الصفدي من خلال التأكيد على تسمية الحريري.
وفي معلومات لصحيفة “الأنباء” الكويتية أن هذا الإصرار مرده الى رفض ميقاتي تبني ترشيح الصفدي بأي شكل من الاشكال، ملوحا بالانسحاب من هذا التجمع، وقد اتجه لحسم امره عندما عرض على الرئيس تمام سلام ان يكون رئيس حكومة المرحلة، لكنّ الأخير رفض ذلك.
هنا تولى الرئيس فؤاد السنيورة الاتصال هاتفيا بالحريري وأبلغه موقفَي ميقاتي وسلام وبالتالي عزم الثلاثة على تسميته شخصيا، هنا يقول أحد رؤساء الحكومة الحاضرين إن الحريري أجابهم قائلا: “لن أعود الى رئاسة الحكومة، وكلها 6 أشهر وبيعرفوا قيمتي”، وقد خالفه الرؤساء الرأي واعتبروا أن الوقت الآن مناسب، واصدروا بيانا بتسميته، رغم إرادته، كما يعتقد البعض.