Site icon IMLebanon

السلبية تطبع لقاء باريس الثلاثي في شأن لبنان

في بداية انتفاضة 17 تشرين، كان لافتاً “إحجام” المجتمع الدولي عن ابداء رأيه في ما يجري في ساحات لبنان وهو ما وضعه البعض في خانة “تراجع” الاهتمام الدولي بلبنان على حساب دول اخرى، قبل ان تتوالى بيانات “الترحيب” بحراك الشعب اللبناني تباعاً ابرزها من الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا صبّت جميعها في دعوة السلطات الى الاستجابة للمطالب الشعبية.

الا ان باريس “انفردت” بتوسيع دائرة اهتمامها بالوضع اللبناني انطلاقاً من العلاقة التاريخية التي تربطها ببيروت بارسالها مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو الى لبنان للاطلاع على الوضع عن كثب ثم رفع تقرير بنتائج لقاءاته مع المسؤولين والاتصالات التي اجراها.

وحضرت “خلاصة” تقريره في الاجتماع الثلاثي الذي عُقد في باريس امس، في حضور فارنو ومسؤول دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية ديفيد شينكر ونظيره البريطاني، وتبين وفق ما نقلت اوساط دبلوماسية غربية لـ “المركزية” ان اجواءه كانت “سلبية” بالاستناد الى “التباعد” في مقاربة طرق المعالجة للملف اللبناني.

وافادت الاوساط “ان الجانب الفرنسي متمسّك بحكومة جامعة تضمّ المكوّنات السياسية كافة ولا تُقصي احداً مع ترك الحرية للرئيس سعد الحريري في تولّي رئاستها او تسمية شخصية اخرى، في حين تعارض الادارة الاميركية عودة حزب الله الى الحكومة، لانه منظّمة ارهابية لها مشاريعها التخريبية في ميادين دولية عدة”.

وابلغ شينكر المسؤول الفرنسي “ان المرحلة في نظر ادارته هي لانهاء مفعول وتأثير سلاح “حزب الله” على الحياة السياسية في لبنان واخراج النفوذ الايراني منه بالالتزام بسياسة النأي بالنفس قولا وفعلاً”.

واشارت الاوساط الدبلوماسية الى “ان المسؤول الاميركي الذي انهى زيارة لاسرائيل منذ ايام بحث في خلالها ملف الغاز والخلاف اللبناني الاسرائيلي حول ترسيم الحدود البحرية والبرية، اوضح لنظيره الفرنسي فارنو ان بلاده ماضية في سياسة “تحجيم” دور حزب الله” بفرض المزيد من العقوبات عليه وعلى كيانات واشخاص يتعاملون معه من اي طائفة كانوا وفي اي موقع، وان ادارته لن تتوقف عند شكل الحكومة العتيدة وهوية رئيسها وممن تتألف، لان المرحلة الراهنة لتقليص النفوذ الايراني والغاء مفعول اي سلاح خارج مؤسسات الدولة الشرعية والعمل على حصريته بيد القوى المسلّحة الشرعية، لان هدف الولايات المتحدة جعل الشرق الاوسط منطقة منزوعة السلاح غير الشرعي وخالية من الميليشيات التي تقضم دور وهيبة الدول تحت مسميّات عدة”.

وفي رأي الاوساط الدبلوماسية، ان “التعارض الاميركي-الفرنسي في النظرة الى كيفية معالجة الوضع القائم في لبنان من شأنه ان يُطيل الازمة، علماً ان المجتمع الدولي من ضمنه واشنطن وباريس يجمع على ضرورة ان يتضمّن البيان الوزاري للحكومة الجديدة اعتماد سياسة النأي بالنفس والتزام اعلان بعبدا لتحييد لبنان عن الصراعات الخارجية ولعبة المحاور”.

وعزت الاختلاف في وجهتي النظر الاميركية والفرنسية الى التباين في قراءة تظاهرات ايران التي تتوسّع رقعتها الجغرافية يوماً بعد يوم. ففي حين تعتبر باريس ان ما يجري في طهران لن يستمر طويلاً وذلك بالاستناد الى تجارب التظاهرات سابقا وقد اعلن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي اليوم الانتصار على العدو، فيما اشار الرئيس حسن روحاني انه “لن يسمح للاعداء بالاستفادة من الوضع”، تؤكد الادارة الاميركية ان ما يحصل بداية ثورة ستنتهي بتغيير جذري في النظام.