بعد ليلة متوتّرة شهدتها محلة جسر الرينغ، إستيقظ أهالي المنطقة اليوم على مشهد الدمار الذي خلّفه مناصرو حزب الله وحركة أمل، وظهرت الأضرار المادية التي خلّفتها أحداث ليل أمس وشملت شوارع متعددة محيطة بجسر الرينغ منها مونو والسوديكو والصيفي، حيث قام الشبان بعمليات تخريب واعتدوا على الأملاك الخاصة في الشوارع المحاذية لجسر الرينغ ومنها تكسير سيارات المواطنين المركونة جانب الطريق، إضافة الى تكسير زجاج واجهات المحلات التجارية، كما رفعوا الشعارات الحزبية وعمدوا الى رشق الجيش والقوى الامنية بالحجارة.
مصادر “التيار الوطني الحر” استنكرت عبر “المركزية” ما حصل، لافتةً إلى “أن لا يمكن لأحد ان يوافق على الشغب الذي وقع في الشارع. هذا ما حذرنا منه لناحية اقفال الطرقات”، معتبرةً “أن التظاهرات يجب ان تكون محمية ويحافظ عليها من جهة، وهناك تسكير الشارع من جهة اخرى، ويمكنه أن يؤدي الى الاستفزاز ويجرّ الى لعبة الشارع، وهذا غير مقبول. لا يمكن تبرير رمي الحجارة او التهجم على القوى الامنية”.
كذلك، أعربت المصادر عن أسفها لوفاة المواطن حسين شلهوب وشقيقة زوجته في الجية جراء رمي حجارة على زجاج سيارته ما ادى الى انحرافها ومصرعهما، معتبرة “ان قطع الطرقات سيؤدي الى امور لا تحمد عقباها”، مشددة على “أن حق التظاهر مقدس، لكن قطع الطرقات غير مفهوم. بقينا كتيار وطني حر نتظاهر لمدة خمسة عشر عاماً، وكنا نجتمع كل ليلة في ساحة الشهداء، بأعداد لا تتجاوز الـ500 شخص، ونقوم كل اثنين بتظاهرة كبيرة، وكانت اعدادنا اقل بكثير من اعداد المتظاهرين اليوم. ما يطلبونه لا يحتاج الى 15 سنة، فليس هناك جيش احتلال ولا احد “مغطى” من الخارج، بل بالعكس، مطالبهم محقة ويجب تحقيقها، إنما لا يجوز أن يكون نفسهم قصيرا، خاصة وأن الجميع يدعم هذه المطالب ويعترف بأحقيتها”.
ولكن المتظاهرين يقولون بأنهم عادوا الى الشارع لأنهم لم يجدوا اي تجاوب مع مطالبهم، قالت المصادر: “في مكان ما التطورات الايجابية لا يمكنها ان تحصل بالسرعة القصوى، هم يريدون استشارات نيابية، ولكن ليس لديهم اي اسم يقترحونه، وفي المقابل، علينا كنواب أن نتحدث مع الشخصية المفترضة لرئاسة الحكومة قبل طرحها. كما ان الشروط التي وضعها الرئيس الحريري لا اعتقد انها عملية او مقبولة”.
وعن طرح اسم بهيج طبارة لرئاسة الحكومة قالت: “لم نتلق بعد رسميا اي اسم. اما اذا كان الاسم يتم تداوله في الكواليس فلا علن لنا”، لافتة إلى “اننا حذرون في التعاطي مع هذا الموضوع خاصة بعد تجربة الوزير الصفدي”.
هل من انفراج، أجابت: “بعد ما شهدناه امس، الامور تتأزم، لكن من المفترض ان نكون كلبنانيين قد تعلمنا من تجاربنا السابقة”، مشددة “على ضرورة ضبط الامور ومنع التصعيد، لأننا في نهاية المطاف سنجلس حول الطاولة، فكل منا لديه أوراق قوية كما نقاط ضعف، واكبر نقطة ضعف نواجهها جميعاً هي الوضع الاقتصادي الضاغط الذي لا يمكننا ان نتخطاه.
وعلقت مصادر “التيار” على التدخلات الروسية والاميركية وكثرة الموفدين قائلة: “عندما تطول الامور ولا نجد لها حلاً، يحاول الخارج ان يتدخل كل لمصلحته”. وعن اجتماع مجلس الامن بخصوص لبنان قالت: “لا نعرف اذا كانت هذه القصة تسهّل ام تعقّد الامور. علينا انتظار التطورات”.