Site icon IMLebanon

البلد ككرة يتم تقاذفها بين شروط الداخل وضغـوط الخارج

منذ نحو ثلاثة اسابيع والسؤال واحد يتكرّر متى موعد الاستشارات النيابية الملزمة؟ في وقت يبدو فيه ان استمرار التحركات في الشارع اصبحت مقلقة وقد تأخذ الى ما لا يحمد عقباه في ضوء ما حصل امس على جسر الرينغ. لكن في الوقت عينه البلد ككرة يتم تقاذفها بين شروط الداخل وضغوط الخارج.

واشار مصدر قريب من التيار “الوطني الحر” ان زيارة مدير الشؤون السياسية في الخارجية البريطانية السفير ريتشارد مور الى بيروت بعد الاجتماع الاميركي – الفرنسي – البريطاني الذي عقد الاسبوع الماضي في باريس، هدفها البحث عن استقرار في لبنان. حيث هناك خوف وقلق من ان يتجه البلد الى حرب اهلية، حيث ما حصل بالامس عند جسر الرينغ لا يجوز ان يتكرر .

واضاف:حرص الدول الثلاثة على لبنان ينبع من مصالحها فيه، حيث لدى واشنطن ولندن علاقة جيدة مع الجيش اللبناني، ويجمعهما رفض حزب الله، في حين ان باريس مهتمة بان تبقى المنطقة الحدودية “مرتاحة”. والى جانب ذلك هناك اهتمام مشترك بملف الطاقة في الشرق الاوسط، او ربما يشكل الاشكالية الاكبر بمعنى ان من يضع يده على هذا القطاع في المنطقة، تكون له يد اساسية في القرار السياسي.

اما على المستوى الداخلي، فالرئيس سعد الحريري الذي خسر الشارع السنّي لا سيما في الانتخابات النيابية الاخيرة، يحاول مجددا على استمالته، خير دليل اقفال الطرق في المناطق السنّية المطالبة بعودته الى رئاسة الحكومة، وهو بالتالي يحاول فرض سيطرته من خلال شعار “حكومة التكنوقراط”.

وسئل المصدر: هل الهدف من مثل هذه الصيغة استبعاد “حزب الله” عن السلطة، اجاب المصدر: الجميع يعرف انه لا يمكن اختزال “حزب الله”، ولا يمكن ان يبقى خارج الحكومة، وذلك انطلاقا من كتلته النيابية، وبالتالي لا امكانية لاتخاذ القرار بالغاء الحزب او اي طرف آخر.

وفي هذا السياق، اشار المصدر الى ان وجود الرئيس الحريري على رأس الحكومة كان نتيجة التسوية السياسية الكبيرة بين “التيار” و”المستقبل” و”حزب الله”، لذلك حتى اليوم، ما زال الحديث – واحتراما لهذه التسوية –  يتمحور حول “افضلية” الحريري. ولكن حكومة العهد الاولى – اي المستقيلة – استغرق تشكيلها 9 اشهر، ومنذ ذاك التاريخ حتى استقالتها لم تستجب لمطالب الناس من وقف الفساد والهدر ومحاكمة الفاسدين… مع العلم ان معظم الشعارات التي يرفعها الحراك الشعبي كانت هذه الطروحات من صلب البيان الوزاري، لكن لم ينفّذ شيئا، لان هناك قيادات في صلب تيار “المستقبل” موجودة الى جانب الحريري، وهي من يتحمّل مسؤولية العرقلة، وسأل: كيف سيكون القاضي والمتهم بنفس الوقت؟!

واذ اقرّ المصدر اننا في نفق مظلم، ختم: لم نصل بعد الى مرحلة الانهيار بل الامور تذهب باتجاه جيد، على الرغم من ان امامنا ايام صعبة نتيجة تحريك الشارع.