مرّة جديدة كان جسر الرينغ ساحة معركة ليل الأحد بين المتظاهرين من جهة ومناصرين لـ”حزب الله” وحركة “أمل” ادّت الى اعمال شغب وتخريب في الاملاك الخاصة قبل ان يتدخّل الجيش والقوى الامنية لتفريق المتظاهرين وتثبيت الامن في المنطقة المُحيطة بالجسر.
وقالت مصادر مقرّبة من “حزب الله”، عبر “المركزية”، “ان الطرف المصرّ على قطع الطرقات وكسر ارادة الجيش وقرار قائده العماد جوزيف عون بعدم السماح بذلك يستفز مشاعر اكثر من نصف البلد في وقت يعمل الاخرون على التهدئة وهو غير آبه لما يحصل على طرقات لبنان”.
واعتبرت ما وصفته بـ”القتل المتعمّد” لمواطنين عزّل على اوتوستراد الجيه فجرا بعد اصطدام سيارتهم بحاجز اسمنتي بسبب قطع الطريق “عمل بلطجي يتحمّل مسؤوليته قطاّع الطرق”.
ولفتت الى “ان ما حصل على جسر الرينغ ليل امس كاد يُشعل البلد لولا تدخل عناصر منضبطة من حزب الله لتهدئة الوضع”. وأسفت لأن “الاعلام كان متواطئا مع الذين قطعوا جسر الرينغ”.
وشككت بـ”عفوية” النزول الى الشارع “كما يدّعون للمطالبة بالحقوق، لأن هناك من يوزّعهم على الطرقات بطريقة منظّمة وبشعارات مدروسة”.
وقالت المصادر المقرّبة من الحزب: “السفير الاميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان قالها بوضوح ان لا حوار مع الطرف الاخر، وللاسف هم ينفّذون تعليماته، ولم يعد ينفع تلطّيهم خلف اصبعهم والظهور بمظهر “الحمل الوديع”، لأنهم في النهاية ثلّة صغيرة تُطبّق الاجندة الاميركية التي ادّت الى الفوضى متى حلّت في اي دولة”.
وفي الشأن الحكومي، اوضحت الاوساط المقرّبة من “حزب الله” “ان الرئيس سعد الحريري لا يزال “يتدلل” في وقت تتدهور اوضاع البلد، وهو يتعاطى مع تشكيل الحكومة وفق قاعدة “انا او لا احد” بدليل ما حصل مع طرح اسم الوزير السابق محمد الصفدي، وكل ذلك بهدف الاستجابة لشروطه الاميركية”.
واكدت “ان خيار الذهاب نحو حكومة من لون واحد غير وارد على الاطلاق على رغم امتلاكنا للاكثرية النيابية ما يخوّلنا تسمية الشخصية التي نريدها لرئاسة الحكومة”، وبررت موقفها هذا بأن “حكومة اللون الواحد لا طعم لها ولا تعيش طويلا، كما ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو الاقوى بين طائفته والرئيس نبيه بري ايضا بين الشيعة، فان الرئيس سعد الحريري هو الاقوى داخل الطائفة السنّية، وهذا ما لا يمكن تجاوزه”.
ولفتت الى “ان معظم القوى السياسية تُصرّح في العلن ان الرئيس الحريري هو سيّد المرحلة من دون منازع، لكن الاخير حتى الان يُمانع ذلك واضعا شروطا لتولّي مهمة رئاسة الحكومة”.
ورأت في “اصرار الفريق الاخر على التكليف قبل التأليف لعبة لرمي كرة تشكيل الحكومة لاحقا الى رئيس الجمهورية وتحميله مسؤولية التعطيل”.
وأشارت الاوساط الى “ان الحراك الدولي في اتّجاه لبنان اتى نتيجة اتّهام الفريق الاخر “حزب الله” بانه يُعطّل تشكيل حكومة جديدة في لبنان”، معتبرا “ان الرهان على الاميركي لن يؤدي الى نتيجة لأن مصلحته اولوية”.
واستغربت “ما يروّجه الفريق الاخر من ان حزب الله يُنفّذ الاجندة الايرانية في حين ان طهران مشغولة بالتظاهرات القائمة في البلاد منذ اسابيع”.