Site icon IMLebanon

ايقاع الشارع يفرض احياء التواصل بين بعبدا ومعراب

على ضفة الازمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها لبنان منذ انطلاق الانتفاضة في 17 تشرين الاول برز تواصل “بعد طول انقطاع” بين قصر بعبدا ومعراب فرضه ايقاع الساحات.

واتت المبادرة من قبل “القوات اللبنانية” بشخص رئيسها سمير جعجع الذي اوفد مدير مكتبه ايلي براغيد منذ ايام الى بعبدا لنقل رسالة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تختصر موقفها من التطورات والحكومة.

ولان معراب حرصت طيلة الفترة السابقة على عدم قطع شعرة معاوية مع “الاصيل” اي الرئيس عون الذي يحمل “اتّفاق معراب” توقيعه الى جانب توقيع جعجع، باعتبار انها شريكة في ايصاله الى سدّة الرئاسة، في مقابل اعلان الخصومة مع “الوكيل” رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل لاسباب عديدة بدأت جذورها في الانتخابات النيابية ولم تنتهِ بملفات الكهرباء والتعيينات، ارادت من خلال صديق مشترك نَقَل رسائل بين مقرّبين إعادة احياء التواصل مع سيّد العهد انطلاقاً من الازمة التي يتخبّط بها البلد منذ بدء التحرّكات في الشارع.

وعلى هذه “النيّة” في تفعيل قنوات التواصل، تؤكد اوساط “القوات اللبنانية” لـ”المركزية” “ان موفد جعجع حمل الى الرئيس عون رسالة تتضمّن موقف الحزب من المستجدات ورؤيته لشكل الحكومة العتيدة”.

ولفتت الى “ان جعجع كرر لرئيس الجمهورية موقف القوات الداعي الى تشكيل حكومة مستقلّة من اصحاب الاختصاص والكفاءة تكون على مستوى تطلّعات المنتفضين في الشارع، وهذا الموقف اعلنه على طاولة الحوار الاقتصادي التي اُقيمت في قصر بعبدا قبل اقل من شهرين من انطلاق الانتفاضة وعاد وشدد عليه اثناء اعلان استقالة وزراء “القوات” من الحكومة بعد يومين من الانتفاضة”.

وشرح براغيد للرئيس عون بحسب الاوساط موقف “القوات” من مجمل التطورات مؤكداً تمسكها بحكومة تكنوقراطية مستقلّة تماماً عن الطبقة السياسية التقليدية لانها المخرج الوحيد للازمة، رافضاً تطعيمها بشخصيات سياسية حتى لو كانوا من الصف الرابع وفق ما اقترح “الخليلان” على الرئيس سعد الحريري”.

في المقابل، ابلغ الرئيس عون وفق الاوساط موفد جعجع تمسّكه بحكومة سياسية مطعّمة بشخصيات تكنوقراط، لان برأيه لا يُمكن تجاوز التوازن السياسي الذي فرضته نتائج الانتخابات الاخيرة وبأن هناك استحقاقات مقبلة لا تستطيع حكومة تكنوقراط “التقليع” بها من دون وزراء سياسيين لديهم خبرة في العمل السياسي”.

وفي السياق، اوضح عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب وهبي قاطيشا لـ”المركزية” “ان مفتاح حلّ الازمة بيد رئيس الجمهورية قبل انزلاقها الى المحظور، لكن يبدو ان الرئيس عون غير قادر وحده على المعالجة”.

واكد “ان وضع البلد يستدعي التواصل والحوار مع الجميع رغم الاختلاف في وجهات النظر”، لافتاً الى “ان الرئيس عون مصرّ على موقفه تشكيل حكومة تكنوسياسية، لان الثنائي الشيعي يريد ذلك، لكن برأيي لا مشكلة لديه بالذهاب الى حكومة تكنوقراط لو “تُركت” له حرية الخيار”.

وتوقّع قاطيشا “الا تتم الدعوة الى الاستشارات النيابية المُلزمة في القريب العاجل نتيجة التباين في المواقف. فرئيس الجمهورية ومعه الثنائي الشيعي و”التيار الوطني الحر” يريدون حكومة تكنوسياسية اما برئاسة الرئيس الحريري ووفق شروطهم او من يُسمّيه، في المقابل يصرّ الاخير على تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلّة تكون على مستوى الانتفاضة”، مؤكداً “ان لا خروج من الازمة الا بحكومة مستقلّة لا يتمثّل فيها الاحزاب السياسية”.