كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
تعاني منصات التواصل الإجتماعي من مخاطر كثيرة أهمها وجود حسابات مزيفة تحتوي على روابط ضارة يوجد فيها إغراءات مادية ووظيفية واجتماعية، يقع كثير من المستخدمين في شركها.
على الرغم من إلمام الغالبية بكفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنّ خطر الوقوع في فخ المواقع المزيفة ما زال يهدد الكثيرين، بحيث أنه من الصعب تميّزها عن الحسابات الحقيقية في بعض الحالات.
أهداف مادية
إنّ حساب فيسبوك المزيف هو عبارة عن صفحة يقوم بإنشائها المقرصنون بهدف الإيقاع والتلاعب بالآخرين لأسباب عديدة، منها الابتزاز أو لعرض منتجات وهمية رخيصة الثمن بغية التحصيل المادي غير القانوني. وعادة تكون هذه الصفحات بأسماء فتيات جميلات يطلبن قبول الصداقة، ويحاولن خداع المستخدم ببعض الإغراءات كي يتفاعل معهن ويتواصل عبر الماسنجر، بحيث يستدرجونه لدردشات جنسية نصية أو عبر الفيديو أو الصور. لكن في الحقيقة، يكون صاحب الحساب ذكراً، ويقوم بتسجيل المحادثات والفيديوهات لابتزاز الضحية مادياً لاحقاً. وهذا الأمر ينطبق أيضاً في بعض الصفحات التي تأتي بأسماء مشاهير من الذكور، يقومون باستدراج الفتيات لابتزازهن لاحقاً بصور وفيديوهات ودردشات غير لائقة، طالبين منهن مبالغ مادية مقابل عدم التشهير. في السياق عينه، هنالك صفحات مزيفة يتم إنشاؤها لأهداف تجارية، حيث يتم عرض منتجات لماركات معروفة بأسعار رخيصة جداً تحت حجج مختلفة مثل تصفيات آخر السنة أو بهدف الإقفال. والهدف من هذه الصفحات إغراء المستخدمين بالشراء الرقمي عبر الصفحة نفسها من خلال بطاقة الائتمان. وفي هذه الحالة يتم سرقة المبلغ المدفوع وسرقة رقم البطاقة لسرقة المبلغ الموضوع فيها.
سبل الوقاية
من المهم عند وصول طلب صداقة على منصات التواصل، محاولة التأكد من هوية صاحب الحساب، خاصة إذا كنتم على غير معرفة شخصية به. ويجب القيام بذلك قبل الموافقة على طلب الصداقة من خلال بعض الإجراءات البسيطة. ومن أبرز هذه الإجراءات فتح صفحة طالب الصداقة وملاحظة إذا كانت المعلومات التي وضعها منطقية، وتواريخ تنزيل الصور والمنشورات. بمعنى آخر، إذا وصلكم طلب صداقة من غريب، ولاحظتم أنّ الصفحة أنشأت حديثاً والصور تم تنزيلها دفعة واحدة وفي التاريخ عينه، فهذا يعني أنّ هذه الصفحة مزيفة، والهدف منها ابتزازكم. وعادة لا يوجد في هذه الصفحات تعليقات على الصور وكذلك إعجابات. وهنا من المهم الإشارة إلى أنه لا يجب الاتّكال على الأصدقاء المشتركين لطالب الصداقة الغريب، كي لا تقعوا في الفخ نفسه الذي وقع فيه صديق لكم. في جميع الأحوال، لا يجب نشر أي معلومات مصرفية أو إرسال فيديوهات أو صور جريئة لأيّ كان على مواقع التواصل وعلى برامج الدردشة، وأيضاً عدم القبول بفتح الكاميرا لأهداف إباحية مهما كانت الأسباب. وعند التعرض لأي ابتزاز من هذا النوع، من المهم عدم الخضوع لرغبة المبتزّ، وإبلاغ الجهات المختصة عن الأمر بأسرع وقت ممكن، لأنها الجهة الوحيدة الموثوقة المخوّلة التعامل مع هذه الأمور.