كتب رمال جوني في صحيفة “نداء الوطن”:
استحوذ خبر ارتفاع الدولار الذي لامس الـ2000 ليرة على اهتمام الناس، فهم أكثر تضرراً من أصحاب المصالح الذين يدفعون “فرق العملة” التي قد توصلهم إلى الافلاس، فوقع المواطنون تحت رحمة غلاء “لا يرحم”، في ظل أزمة سيولة وبطالة تضاف إليها أزمة البحث عن وطن، وقرر المعتصمون اليوم نشر غسيل الفاسدين على منشر الوطن، علّ الكل يتحرك، يخرج مجدداً الى الساحة، ليحاكم من أوصل البلد إلى الافلاس.
داخل ساحة السراي، غسيل من نوع آخر، ملابس أكلت مال الشعب، وعرّته من كل الخدمات، حتى الطبابة باتت مهددة بالافلاس. هنا وحده صوت غسالة “المواطن” يسمع، وخلفه أصوات أشخاص “أثكلتهم” سرقات الزعماء، فحولتهم إلى “عاطلين من التفكير والعمل”. غسيل حراك النبطية كان سياسياً بامتياز، ملابس المنشر كانت حقائق قاسية، هدر للمال العام لثلاثين عاماً، سرقة لمقدرات الدولة، صفقات بالتراضي على حساب الشعب، مدارس رسمية تحتاج الى تطوير، اقتصاد منكمش على أزمة خطيرة، بدأت طلائعها تخرج للعلن مع إفراغ السوق من البضائع. يسارع علي لالتقاط ملقط لنشر كنزة الزعماء الفاسدة على حبل الثورة، لا يتردد بالقول “غسيل الدولة كتير وسخ، والمواطن دفع الثمن”. في المقابل تعمد ميرنا إلى نشر ملابس “حرامية المصانع والعمل ومعهم أصحاب خراب بيتنا”، وتقول: “النفايات أكلتنا وطمرتنا، تتكدس في الطرقات، ولا من يسعى لحل هذه المعضلة في منطقة النبطية، والسبب فساد الزعماء”.
يحاول المعتصمون داخل ساحة السراي التعبير عن وجعهم على طريقتهم وبسلمية مطلقة، يرسّخون قاعدة “الحل بالمنطق”، ويحرصون على أن تكون انشطتهم موجهة وهادفة لإيصال الرسائل التي من أجلها خرج الناس إلى الشارع. ووفق موسى أحد المواظبين على ساحة الحراك “هدفنا تغيير منهجية واقعنا، نتبع اسلوب الرسائل غير المباشرة، من دون اللجوء لقطع طرقات أو تعطيل المنطقة”.
وشهدت الجامعة اللبنانية تحركاً طالبياً حداداً على الضحيتين حسين شلهوب وسناء الجندي بمشاركة طلاب المعاهد.