Site icon IMLebanon

من “الفضاء الافتراضي” إلى “ساحات الاحتجاج الميداني”

كتب محمد دهشة في صحيفة “نداء الوطن”:

لعب الناشطون الاعلاميون على “مواقع التواصل الاجتماعي” في صيدا، دوراً لافتاً في ابراز صورة “الحراك الاحتجاجي” الى جانب صحافيي المدينة، فمنذ اندلاعه منذ أكثر من أربعين يوماً، وهم يواكبون تطوراته، “بلا كلل أو ملل”، يوثّقون كل الاحداث والنشاطات بعدسات كاميراتهم واقلامهم، يرفعون الصوت وينشرون الصور ليساهموا في ايصال “رسالة المطالب” وعنوانها “نريد أن نعيش بكرامة”.

وعلى وقع “سلطتهم الرابعة”، تحولت “ساحة الثورة” عند تقاطع “ايليا”، الى ملتقى يومي لهم، تعارفوا على بعضهم البعض، فنزلوا من “الفضاء الافتراضي” الى أرض الميدان، تشابكت أيديهم تحت راية “العلم اللبناني”، ليؤكدوا صورة صيدا التي تشبههم، العيش المشترك بعيداً من التعصب والانغلاق والطائفية والمذهبية، السلمية والحضارية من دون اثارة النعرات والمشاكل وفي كثير من الاحيان من دون قطع الطرق.

وتقول الاعلامية حلا خالد (خريجة اعلام) لـ “نداء الوطن”، والتي حرصت على التواجد منذ اليوم الاول لاندلاع “الحراك الاحتجاجي” في صيدا في 17 تشرين الاول، لتغطي الاحداث اليومية حتى اطلق عليها المحتجون لقب “عدسة الثورة”: “لأنني من الناس، حرصت على أن أكون معهم، أنقل آمالهم وتطلعاتهم ومطالبهم، وقد شجعني على ذلك قولهم الدائم لي، نحن بحاجة الى عدستك، كنت أحرص على اظهار صورة “الثورة” بطريقة الفرح والامل، تأكيداً على سلميتها وحضاريتها”.

وتضيف: “وكأي انسانة تأثرت بما يجري من غضب وباندفاعة المحتجين، حتى باتت ساحة “ايليا” جزءاً من يومياتي، اشعر بالانزعاج اذا لم انزل اليها لاي ظرف كان، حزنت كثيراً على استشهاد علاء ابو فخر، وبخاصة عندما سمعت كلام زوجته ورسالة نجله، ليس سهلاً على اي انسان ان يموت من يحب امامه، ولكن ما يخفف الحزن انه استشهد في سبيل رفعة الوطن، وهذا ما زادني اصراراً على اكمال رسالتي في اظهار احقية مطالب الناس وضرورة ان تستجيب السلطة لهم”.

بينما تقول “المصورة الصحافية” باسنتي القادري التي لقبت بـ “العدسة الثائرة” لـ “نداء الوطن”، إن “الحراك الشعبي جاء ليحاكي قناعاتي بأهمية الاحتجاج الذي وحد اللبنانيين، نسوا الطائفية والمذهبية وتلاقوا في الوجع والالم… وعلى أحقية المطالب الشعبية، وهذا زاد من عزيمتي على القيام بواجبي الاعلامي كاملاً، فمنذ اليوم الاول وانا متواجدة في ساحة “ايليا” على مدار الساعة، أقوم بتغطية النشاطات والاحداث من اقفال الطرقات الى النشاطات اليومية والحوارات والندوات الادارية والسياسية والتربوية والفنية فأطلق علي المحتجون لقب “العدسة الثائرة”.

وتناولت القادري أهمية دور “المواقع الاخبارية الالكترونية” و”مواقع التواصل الاجتماعي” التي باتت تشكل منبراً مفتوحاً لكل الناس والتفاعل مع بعضهم البعض”، مشيرة الى “انني تأثرت اليوم بتراجع عدد “الثوار” في “ايليا”، ولا نريد ان نصل الى وقت تنقسم فيه الساحة، أتمنى ان تعود الى زخمها الاول ونبقى موحدين تحت راية “العلم والجيش اللبناني، وتتواصل حلقات النقاش والتوعية، وكذلك تأثرت بالعدوان الاسرائيلي على غزة، حيث كانت لنا وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني تأكيداً على هوية صيدا الوطنية، ولن ننسى شهداء هذه الثورة ابداً، لقد اضاؤوا لنا طريق الحرية والكرامة”.

وبين خالد والقادري، لعب الناشط الاعلامي وسام الدرزي دوراً في نقل تفاصيل الحراك الاحتجاجي في المدينة، عبر “مجموعة شباب صيدا” التي حرصت على نقل النشاطات مباشرة عبر “مواقع التواصل الاجتماعي” ووثقت يوميات الثورة في صيدا، حيث يقول الدرزي إن ذلك جاء “ترجمة لقناعتي بأن المدينة تستحق الافضل، وما أقوم به أقل الواجب الوطني تجاهها، سيما وان ذلك ليس مهنة بل هو تطوع”.

ميدانياً، وفي اليوم والواحد والاربعين على الحراك الاحتجاجي، عاشت مدينة صيدا يوماً طبيعياً وسط صرخة مدوية من تجار المدينة على الكساد والركود والعزيمة على الالتزام بالاضراب العام الذي دعت اليه الهيئات الإقتصادية أيام الخميس والجمعة والسبت، في وقت فتحت فيه المدارس الرسمية والخاصة والجامعات والمعاهد ابوابها امام الطلاب، كذلك المصارف ومحلات الصيرفة.

وشهدت “ساحة الثورة” عند “تقاطع ايليا” وقفة تضامنية مع سناء الجندي التي قضت مع زوج شقيقتها حسين شلهوب احتراقاً في الحادث المروع الذي وقع على اوتوستراد الجية، وأضاؤوا الشموع اجلالاً لروحيهما ووقفوا دقائق صمت حداداً، تزامناً مع قراءة سورة الفاتحة.