في ذروة التأزّم الحكومي وعدم ظهور اي اشارات توحي بقرب تحديد موعد للاستشارات النيابية المُلزمة من اجل تكليف رئيس جديد للحكومة، وكثرة حركة الاتصالات والمشاورات على اكثر من خط سياسي بالتوازي مع حراك دبلوماسي لافت، لكن من دون اي بركة حتى الان، برزت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى ضرورة تفعيل حكومة تصريف الأعمال، لان الأزمة ستطول انطلاقاً من التباعد في المواقف.
ولا يبدو ان الرئيس بري وحده من “يُغنّي” هذا الموّال، اذ ان شريكه في الثنائي الشيعي، “حزب الله” يؤيّد الدعوة الى “تعويم” حكومة “الى العمل”، لان الوقت للعمل حتى ضمن هامش ضيّق، لان مصالح الناس اولوية.
وفي السياق، اوضحت مصادر مقرّبة من “حزب الله” لـ”المركزية” ، “ان الفراغ في الحكم ممنوع ولا بد من تفعيل حكومة تصريف الاعمال من اجل تسيير الامور الحياتية للبنانيين لا مراكمتها”، مشيرةً الى “ان تصريف الاعمال لا يعني انقطاع الاعمال انما تصريفها كما يجب ومن دون انقطاع وهناك دراسات قانونية عدة تصبّ جميعها في هذا الاتّجاه”.
وسألت “لماذا يحق للمجلس الاعلى للدفاع الاجتماع مهما كان وضع مجلس الوزراء في حين لا يحق للحكومة التي تُصرّف الاعمال ان تجتمع من اجل تسيير امور الناس ومراقبة الاجراءات التي تتخذها المصارف”؟
واعتبرت “ان التذرّع لعدم تفعيل حكومة تصريف الاعمال بأن الاولوية الدعوة الى الاستشارات النيابية المُلزمة، حجج واهية”.
وعلى رغم اتّهام المصادر المقرّبة من الحزب الرئيس الحريري بانه لا يقوم بواجباته الدستورية في دعوة الحكومة المُستقيلة الى الاجتماع من اجل تسيير امور المواطنين، الا انها لا تزال على موقفها بضرورة الا يتهرّب الرئيس الحريري من المسؤولية، بالموافقة على ترؤس الحكومة العتيدة او تسمية مرشّح اخر، وذلك انطلاقاً من “احترام” الثنائي الشيعي لحيثيته الشعبية داخل الطائفة السنّية كممثل لاكبر كتلة سنّية في البرلمان”.
واعتبرت المصادر “ان اي مرشّح لرئاسة الحكومة لا يحظى بموافقة الرئيس الحريري والشارع السنّي سيسقط حكماً تماماً كما حصل مع الاسماء التي طُرحت اخيراً”.
ورفضت المصادر المقرّبة اي تدخّل اجنبي في الشأن اللبناني، لانه “يخرب البلد”، علماً ان “تقصيرنا” هو الذي يسمح بالتدخل في شؤوننا وتصرّفنا على قاعدة “ملكيين اكثر من الملك” هو الذي يؤدي الى مثل هذا التدخّل”.
ولفتت الى “ان تجربة حكومة التكنوقراط لا تصلح في بلد كلبنان حيث هناك تنوّع سياسي لا يمكن تخطّيه، وهناك امثلة كثيرة في السنوات الاخيرة بحيث سقطت حكومات التكنوقراط بعد اشهر قليلة على تشكيلها.
وليس بعيداً، لم تؤكد ولم تنفِ المصادر المقرّبة من الحزب المعلومات الصحافية عن توجّه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله في بيان إلى جماهير المقاومة متمنياً فيه على الجميع عدم النزول إلى الشارع في اي ظرف كان وتحت اي عنوان وحتى يلزم الأمر بالنزول اشارتنا ستكون واضحة ومعلنة امام الجميع وهنا يكمن حبكم للقادة وولاؤكم للوطن العزيز”، مكتفيةً بالقول “ان اي دعوة لتهدئة الشارع وضبط النفس امر جيّد يُساعد على التهدئة”.
من جهة اخرى، اعتبرت المصادر ان ما حصل في مدينة النجف في العراق من احراق للقنصلية الايرانية، “هو نتيجة عمل اميركي، فاينما تحلّ التدخلات الاميركية يدخل البلد في الفوضى”.