كتب رمال جوني في صحيفة “نداء الوطن”:
يسيطر القلق والحذر على الشارع في النبطية، في ظل الخشية من تنامي ظاهرة الفقر بسبب الارتفاع “الفاحش” للأسعار، والشلل في الحركة الاقتصادية، بعد توقف تدفق أموال المغتربين، وتسريح مئات الموظفين والعاملين وارتفاع سعر الصرف.
ورأى أحد أصحاب المحال أنّ “الوضع مشلول سواء أضربت الهيئات الاقتصادية أو لم تضرب”، وأكد صاحب أحد الأفران أنّ “الناس تحتاج لمؤن في ظل تردي الحال”.
وسط عجقة السيارات التي تعبر في سوق النبطية، وازدحام الناس على مداخل المصارف ووقوفهم لساعات، يجد المواطن نفسه بين سندان الغلاء ومطرقة الفقر.
حال السوق التجاري كحال البلد “يقف على الهاوية” رغم التنزيلات التي تشهدها المحال، ولكن “ما في سيولة، ورايحين عالاسوأ” تقول فدوى إحدى أصحاب المحال.
بعيداً من حركة السوق كان صوت الناس المقهورين يعلو “كيف بدنا نعيش، وشو ناطرنا”! خلف ابريق قهوة ابو علي معاناة وبؤس، هو أحد الكادحين الذين لم يتركوا ساحة الحراك منذ السابع عشر من تشرين الاول، خرج بعربته وعلمه اللبناني وابريق قهوته ليطالب بحقه، طبابة مجانية، معاش تقاعدي وضمان شيخوخة “انا ابن 65 عاماً وما زلت اعمل، ولا أملك غير القهوة لبيعها”.
يتحدث بلسان كل مواطن موجوع “بالكاد نحصّل قوتنا اليومي، واحتاج إلى أدوية لأمراض الضغط والسكري والقلب، اي بلد هذا الذي نعيش فيه ولا يحترم فقراءه”، ويحلم أن ينهي حياته محترماً في منزله معززاً مكرماً، ويقول: “حلمي ليس مستحيل التحقيق ولكن ليوقف الزعماء السرقة ولنستعد أموالنا المنهوبة”.
في ساحة “حراك النبطية”، لا يزال شعار “يسقط حكم المصرف” سيداً، وقد سجل سقوط خيمة الحراك بفعل الهواء وهي كانت منصوبة بمحاذاة الرصيف، وعمد المعتصمون إلى إعادة إصلاحها ونصبها مجدداً بشكل متين.
إلى ذلك، واصل “حراك النبطية” أنشطته التوعوية ونفّذ وقفته الرمزية اليومية داخل الساحة المخصصة له، أسوة بحراك كفررمان حيث تتركز الندوات الاقتصادية والسياسية والبيئية.
بموازاة ذلك سجل موقف لأصحاب محال بيع “الفروج” الذين دعوا إلى إقفال محالهم ليوم واحد اعتراضاً على ارتفاع سعر الدولار والخسائرالتي تلحق بهم.