تنفي مصادر دبلوماسية مواكبة لمسار التطورات على الساحة اللبنانية “ما يتم تداوله عن مبادرة فاتيكانية لحل الأزمة في لبنان”. وتقول لـ”المركزية”: “صحيح أن دولة الفاتيكان تولي لبنان أهمية وعناية خاصة نظرًا لما يربطها به من علاقات كنسية كونها المرجع الروحي للطائفة الكاثوليكية فيه من جهة، ولما يشكله تعايش أبنائه من مسيحيين ومسلمين من نموذج فريد في العالم حدا بالبابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى اعتباره بلد الرسالة الواجبة التعميم من جهة ثانية، ولكن الحديث عن مبادرة غير صحيح وإن تحرك السفير البابوي في لبنان جوزف سبيتاري هذه الأيام في اتجاه المقار الرسمية والمسؤولين لا يتعدى إطار التذكير بالموقف الذي أطلقه البابا فرنسيس في بداية الحراك والثورة وحض فيه الشباب اللبناني على البحث عن الحلول الصحيحة عبر الحوار وتضرعه إلى سيدة لبنان كي يستمر هذا البلد وبدعم من الجماعة الدولية فسحة تعايش سلمي واحترام لكرامة وحرية كل شخص لما فيه مصلحة منطقة الشرق الأوسط بكاملها التي تعاني كثيرا”.
وفي هذا المجال، ينفي زوار بعبدا ممن التقوا رئيس الجمهورية ميشال عون خلال الساعات الماضية لـ”المركزية” أن “يكون السفير سبيتاري الذي زار القصر الجمهوري طرح على عون أي مبادرة لحل الأزمة اللبنانية إنما اكتفى بإبلاغ رئيس الجمهورية دعم الكرسي الرسولي للجهود المبذولة لمعالجة المشكلات التي تهدد مسيرة البلاد واستقرارها وذلك انطلاقا من التضامن الذي يبديه البابا فرنسيس تجاه لبنان واللبنانيين، لاسيما أؤلئك الذين يعانون من ظروف اقتصادية قاسية”.
ويضيف الزاور: “إن السفير سبيتاري أعرب أيضًا عن أمل الكرسي الرسولي في تشكيل حكومة تنصرف إلى الاهتمام بالأوضاع في البلاد لاسيما الاقتصادية، ورعاية المواطنين وخصوصًا ذوي الدخل المحدود مشجعًا على الحوار بحثًا عن حلول مرضية”.
وإذا كانت زيارة السفير سبيتاري استطلاعية كما زيارتا الموفدين الفرنسي والبريطاني، يؤكد الزوار أن “الكرسي الرسولي يعي جيدًا مفاصل الأزمة اللبنانية منذ بدايتها في العام 1975حتى اليوم وهو دعا دائما إلى عدم التدخل في لبنان وشؤونه كونه يعرف جيدا أن الخارج هو من تسبب دائمًا في ما شهده لبنان من فتن وعاشه أبناؤه من محن، لذا فإن البابا فرنسيس كان واضحًا في دعوته اللبنانيين إلى الحوار وإلى تشكيل حكومة تنصرف إلى معالجة الأوضاع في البلاد وتحديدا الاقتصادية منها”.