Site icon IMLebanon

الراعي: لو أن المسؤولين يعرفون حقيقة الله لما وصلنا إلى ما نحن عليه

أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى أن “العالم يتخبط في شؤونه شرور في كل مكان، حروب نزاعات، ظلم، إفقار، تهجير، كل هذا سببه الأساسي جهل الله. العالم لا يعرف الله، ينبغي أن يعرف الله لكي يحسن تدبير مسيرة التاريخ. فتاريخ البشر ليس للهدم ولا للحرب ولا لاعتداءات على الإنسان بأي شكل من الأشكال، ولا لتهجير الشعوب ولا لإفقارها، بل من أجل أن يعيش الناس بأمان وعدل وإنصاف، لاسيما الذين يتولون مسؤولية في العالم، فمسؤولية السياسيين هي من أجل أن تعيش الشعوب بالأمان والسلام والاستقرار وينالوا حقوقهم الأساسية. وإذا كان هذا لم يحصل، فلأن أصحاب المسؤولية لم يعرفوا الله. لذلك نحن نصلي اليوم لكل مسؤول، أكان في العائلة أم في الكنيسة أم في المجتمع أم في الدولة كي يعرف الله وان يشهد له. لا يمكن أن يعرف الإنسان الله على حقيقته من دون أن يعكس وجهه بأعماله، بكلماته وبمبادراته”.

وقال الراعي، في عظة خلال ترؤسه الذبيحة الإلهية في كنيسة دير مار جرجس للآباء اللعازاريين في شبرا – القاهرة بعد ترميمها: “نحن إذ نأتي من لبنان، الذي يعيش متخبطا في أزماته السياسية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية كما تعلمون، وإن كل من التقينا بهم من مسؤولين ومؤمنين في مصر العزيزة، وعلى رأسهم رئيس البلاد والبابا تاواضروس، يكلموننا اليوم عن لبنان وكلهم قالوا إنهم يصلون لأجله. لذلك أتجرأ وأقولها اليوم، لو أن المسؤولين عندنا يعرفون حقيقة الله لما وصلنا إلى ما نحن عليه، الباب الوحيد للخروج من الأزمات عندنا، حسب إنجيل اليوم، هو معرفة الله، لأن الله حب وحقيقة وعدالة واستقرار وترقي وازدهار وعيش الناس بكرامة. لذلك نحن نصلي معكم اليوم، كي يعرف المسؤولون عندنا وفي كل مكان، لا سيما لمن هم من أسياد هذا العالم، وهم يخططون للهروب والإستبداد بالشعوب والتجارة بأسلحتهم، كما قال قداسة البابا فرنسيس، نصلي لكي يمس الله ضمائرهم وينير عقولهم لكي يعرفوا الله”.