Site icon IMLebanon

ماذا تُخبّئ ضيافات “البربارة” من كالوريهات ومنافع؟

كتبت سينتيا عواد في جريدة “الجمهورية”:

ها هو آخر شهر من السنة على وشك البدء، حاملاً معه مُغريات غذائية عدة بسبب الأعياد الممتدة خلاله، لعلّ أوّلها عيد القديسة بربارة الذي لا يتميّز فقط بالملابس التنكّرية، إنما أيضاً بحلويات متنوّعة ولذيذة جداً.

يُجمع معظم خبراء التغذية على ضرورة الابتعاد عن مبدأ الحرمان من أي طعام، وبدلاً منه اعتماد حمية غذائية صحّية متوازنة ومتنوّعة يتخلّلها السماح بالاستمتاع بكمية معتدلة من المأكولات التي غالباً ما يضعف الإنسان أمامها، وعلى رأسها الحلويات.

القطايف

عند التحدث عن حلويات عيد البربارة فإنّ القطايف تتصدّر اللائحة، وهي تكون محشوّة إمّا بالجوز أو القشطة. وفي حين أنّ كل واحدة تملك مذاقاً لذيذاً جداً، لكنّ الفارق بينهما هو السعرات الحرارية. فكل قطعة متوسطة الحجم من القطايف بالجوز غير المقلية تزوّد الجسم بـ160 كالوري، والمقلية مع القطر تحتوي على 250 كالوري. أمّا قطعة القطايف بالقشطة والفستق حلبي المبروش فتؤمّن 300 إلى 320 كالوري.

ولا شكّ في أنّ القطايف بالجوز غير المقلية تُعتبر الخيار الأفضل، ليس فقط لاحتوائها على سعرات حرارية أقلّ، بل لأنها تملك أيضاً فوائد صحّية أكثر ترجع تحديداً إلى الجوز. فقد توصلت الأبحاث العلمية إلى أنّ المكسرات النيئة عموماً مفيدة جداً للإنسان، أمّا خصائص الجوز فتشمل تحديداً الحفاظ على صحّة القلب والأوعية الدموية والدماغ، وخفض مستويات الكولسترول السيّئ (LDL) في مقابل رفع نظيره الجيّد (HDL)، وتحسين المزاج، وتقليص خطر الإصابة بسرطان الثدي والسكري، وتعزيز الخصوبة، والانعكاس إيجاباً على البشرة، ودعم عملية خسارة الوزن لقدرته على توفير الشبع لوقت أطول.

القمح

ولا يمكن التحدث عن ضيافات عيد البربارة من دون تسليط الضوء على القمح الذي يتضمّن مغذيات كثيرة أبرزها الفيتامينات B، ومعادن البوتاسيوم، والكالسيوم، والفوسفور، والماغنيزيوم، والحديد، والنحاس، والزنك، والسلينيوم، والمنغانيز. إنّ كوب شاي صغير من القمح الخالي من المكسرات والسكر وماء الزهر يحتوي على 76 كالوري، و13,9 غ من النشويات، و4 غ من الألياف، و2,1 غ من البروتينات، و0,5 غ من الدهون. وبالنسبة إلى منافعه الصحّية، فقد تبيّن أنّ القمح يساعد على مكافحة الإمساك والإسهال وبالتالي تنظيم حركة الأمعاء، جنباً إلى خفض الكولسترول السيئ، والفضل في كل ذلك يرجع إلى محتواه العالي بالألياف. ولكن من جهة أخرى، يجب الامتناع عن استهلاك القمح في حال معاناة متلازمة القولون العصبي بما أنه يسبب النفخة والغازات خصوصاً في حال المبالغة بالكمية.

لردع زيادة الوزن

لا يمكن نكران أنّ العديد من الأشخاص يخشون اكتساب كيلوغرامات إضافية خلال شهر كانون الأول، ولكن إذا تصرّفوا بذكاء وحرصوا على إجراء تعديلات مؤقتة، فبإمكانهم التلذّذ بضيافات الأعياد بِلا أدنى حرمان وتهديد للرشاقة. المطلوب ببساطة استبدال المأكولات المستهلكة خلال الأيام العادية بحصص معتدلة من الحلويات: عشيّة العيد، يمكن تناول كوب من القمح مع حفنة من المكسرات النيئة وقليل من ماء الزهر أو السكّر الصناعي بدلاً من السكّر العادي على العشاء. أو يمكن الاستمتاع بقطعتين من القطايف مع ملعقة كبيرة من القطر بدلاً من حصّتَي الفاكهة وحصّة نشويات. وبشكل عام، يُستحسن عدم تناول القمح والقطايف في اليوم ذاته، إنما الاكتفاء بصنف واحد كل يوم للتمكّن من التحكم أكثر بمجموع الوحدات الحرارية.