انها ثورة كسر الحواجز. الى جانب المطالب الحياتية الكثيرة التي رفعها المتظاهرون خلال الثورة اللبنانية، اتفق كثيرون على انها ثورة لكسر الكثير من الحواجز التي ما زالت “عالقة” منذ عشرات السنوات بين اوصال الوطن الواحد… ولعلّ من ابرز ملامح هذه الثورة مسيرات الأمهات والسيدات خصوصًا تلك التي حصلت بين منطقتي عين الرمانة – الشياح ثم بين التاريس والخندق الغميق، وما حملته من معانٍ عميقة تخطّت مجرد الشكل لتحصد تفاعلًا لم يقتصر فقط على لبنان انما وصل الى الدول العربية والعالم بأسره…
هاتان المسيرتان بالتحديد نالتا جزءًا واسعًا من الاهتمام الاعلامي والشعبي، وقد حققتا انتشارًا كبيرًا عبر مقطعَي فيديو، من تنفيذ المخرج والناشط علي غربيّة، أجمَعَ من شاهدهما على انها من المقاطع الأكثر تأثيرًا منذ بدء الثورة اللبنانية…
يقول غربية في حديث لـIMLebanon ان مقاطع الفيديو هذه لم تكن تحتاج حتى الى مؤثرات خاصة او موسيقى لزيادة التأثير اذ ان المشاهد الملتقطة كانت تعبّر عن نفسها، مؤكد ان الغريب هي حال التأثر الشديد الذي كانت تنتابه خلال التصوير نظرًا للعفوية الكبيرة التي احاطت بالتحرك بين عين الرمانة والشياح فالوقفة كانت اساسًا متجهة نحو الطيونة من عين الرمانة لكن في اللحظة الاخيرة اتخذ القرار بالتوجه نحو الشياح وحصل التفاعل الكبير من قبل السكان هناك.
ويذكر: “كان الامر جميلا جدا ويفوق الوصف بالكلام خصوصًا وانني ابن المنطقة ولم اشعر لمرة ان ثمة اختلافًا بين عين الرمانة والشياح وغيرها”، مشددًا على انه صدِم بحجم التفاعل والمشاركات التي وصلت بالآلاف من لبنان والعالم للفيديو حتى انه قرر ان ينشره مجددًا بترجمة باللغة الانكليزية لان الكثيرين ارادوا معرفة تفاصيل اكثر عنه كما حصل الامر نفسه خلال المسيرة بين التباريس والخندق الغميق.
وعن الدور الذي تلعبه الفيديوهات التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يقول غربية ان الناس تريد التعبير بكافة الوسائل لذلك ما قد لا يظهر عبر وسائل الاعلام التقليدية لتكون الامور حقيقية قدر المستطاع.
اما عن اهمية توثيق مثل هذه اللحظات في مقاطع فيديو، يؤكد غربية ان الكثير من صناع المحتوى البصري في الحراك الشعبي يحاولون القيام بالتوثيق وفي الوقت ذاته بالمشاركة في صنعه، فهم كذلك يريدون التعبير عن افكارهم ورغبتهم في التغيير، والمفتاح هو مشاركة هذه اللحظات في مواقع التواصل الاجتماعي.