كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
عند سماع كلمة «حمية»، قد تفكّرون تلقائياً في خسارة الوزن. غير أنّ هناك أنظمة غذائية عدة تهدف إلى أكثر من مجرّد تقليص محيط خصركم. فهل تعلمون ما أفضلها؟
عند سماع كلمة «حمية»، قد تفكّرون تلقائياً في خسارة الوزن. غير أنّ هناك أنظمة غذائية عدة تهدف إلى أكثر من مجرّد تقليص محيط خصركم. فهل تعلمون ما أفضلها؟
ADVERTISING
سواء كان هدفكم خفض الكولسترول، أو تقليص الالتهاب، أو مكافحة مشكلات الجهاز الهضمي، أو دعم صحّة الدماغ، فقد أظهرت الأبحاث العلمية أنّ تناول المأكولات الصحيحة قد يُحدث فارقاً حقيقياً.
وفي ما يلي أشهر الحميات المرتبطة بفوائد صحّية محددة، علماً أنه يجب دائماً التحدث إلى الطبيب قبل بدء أي خطة غذائية، وتحديداً قبل الالتزام في أي واحدة تساهم في السيطرة على مشكلة صحّية، إستناداً إلى خبراء موقع «Livestrong»:
الغذاء المتوسطي: لإطالة الحياة
اعتُبر غذاء البحر الأبيض المتوسط منذ عقود وسيلة فعّالة جداً لتعزيز صحّة القلب، كما أنه قد يخفض الالتهاب، ويساعد على خسارة الوزن.
إنه يرتكز بشكل خاص على الخضار، والفاكهة، والمكسرات، والبذور، والبقوليات، والبروتينات الصحّية، وزيت الزيتون البكر. أمّا الحلويات والمأكولات المصنّعة فتكون كميتها محدودة، في حين يتم التشجيع على احتساء كأس أو اثنين من النبيذ.
حمية «FODMAP»: لتهدئة الاضطرابات الهضمية
إنّ الأطعمة العالية الـ»FODMAP»، مثل أنواع معيّنة من الكربوهيدرات المخمّرة كالقمح والثوم والبصل والبقوليات، تحفّز غالباً أعراض متلازمة القولون العصبي أو تجعلها أسوأ، بما فيها الغازات، والنفخة، وأوجاع المعدة، والإسهال، والإمساك.
غير أنّ الباحثين وجدوا أنّ الالتزام بغذاء منخفض «FODMAP»، الذي يتضمّن مشتقات الحليب الخالية من اللاكتوز والأجبان الصلبة واللحوم والسمك والدجاج والبيض، قد يُهدّئ هذه الأعراض، كما أنّ «American College of Gastroenterology» تدعم هذه التوصية.
لكن لا بدّ من الانتباه إلى أنّ مأكولات كثيرة، مثل الفاكهة والخضار، تحتوي على الـ«FODMAP»، لذلك من المهمّ استشارة خبيرة لتفادي أي نقص في المغذيات.
نظام «DASH»: لخفض الضغط العالي
يهدف هذا الغذاء إلى خفض معدل ضغط الدم من خلال التشجيع على الخيارات منخفضة الصوديوم وتعزيز استهلاك المأكولات المليئة بالبوتاسيوم، وهو المزيج الذي ثبُت علمياً أنه فعّال جداً.
تتميّز حمية «DASH» بأنه يسهل التقيّد بها، وهي تُلائم جميع الأشخاص تقريباً، وتملك منافع صحّية إضافية بما فيها تحسين السيطرة على مستويات السكر في الدم وخفض معدلات الكولسترول. ناهيك عن أنها قد تساعد أيضاً بعض الأشخاص على التحرّر قليلاً من وزنهم الزائد.
حمية «MIND»: لدعم صحّة الدماغ
إنّ آلاف الدراسات تدعم فكرة أنّ بعض الأطعمة يساهم في الحفاظ على دماغ صحّي مع التقدم في العمر. واللافت أنّ غذاء «MIND»، الذي يجمع عناصر من حميتَي البحر الأبيض المتوسط و»DASH»، قد يساعد أيضاً على التصدّي للخرف وخفض خطر الإصابة بالألزهايمر.
مؤيّدو هذه الخطة الغذائية يأكلون الكثير من الخضار الورقية الخضراء، والتوت، والمكسرات، والحبوب الكاملة، وفي المقابل يضعون حدّاً للحوم الحمراء، والزبدة، والأجبان، والحلويات، والمقالي.
غذاء «TLC»: لردع الكولسترول
في حين أنّ أرقام الكولسترول قد لا تُحدَّد كلّياً من المأكولات المستهلكة، بما أنّ العامل الجيني يلعب أيضاً دوراً رئيساً، غير أنّ الحميات المتّبعة لها أهمّيتها في هذا المجال.
لذلك ابتكرت «National Institutes of Health» تغيّرات نمط الحياة العلاجية أو ما يُعرف بحمية «TLC». فمع تشديده على المأكولات الصديقة للقلب وتعديلات أخرى أساسية مرتبطة بنمط الحياة، فإنّ هذا النظام الغذائي يهدف إلى مساعدة متابعيه على خفض مجموع الكولسترول، وبالتالي تقليص خطر التعرّض لحالات صحّية مُزمنة مثل أمراض القلب. يتميّز الـ«TLC» بأنه مستدام، ما يعني أنّ الأشخاص بإمكانهم اتّباعه على المدى الطويل.
حمية «Weil»: لتقليل الالتهاب المُزمن
بدأ الأطباء والباحثون بفهم أنّ الالتهاب المُزمن المنخفض الدرجة، الذي قد يحدث نتيجة مجموعة عوامل بما فيها الحمية غير الصحّية، مرتبط بالسكري، وأمراض القلب، والسرطان، ومشكلات صحّية أخرى. الخبر الجيّد أنّ هناك وسائل عدة لخفض كمية الالتهاب في الجسم، والغذاء المضاد للالتهاب، الذي ابتكره الطبيب الشهير أندرو ويل، يهدف حتماً إلى القيام بذلك.
إنه يدعو إلى التركيز على الدهون الجيّدة (كالأفوكا، وزيت الزيتون، والمكسرات) والابتعاد عن نظيراتها السيّئة (الزبدة، والسمنة، والأجبان العالية الدسم)، وخفض البروتينات الحيوانية في مقابل زيادة المصادر النباتية، واستبدال الحبوب المكرّرة بالأنواع الكاملة، والتنويع في الخضار والفاكهة، واستبدال القهوة بالشاي.
الغذاء الخالي من الغلوتين: أساسي لمرضى السيلياك
في حين أنّ الحمية الخالية من الغلوتين لا تُشبه الغذاء المنخفض الكربوهيدرات مثل «Keto»، لكن غالباً ما يتمّ الخلط بينهما. ببساطة، إنّ الخطة الغذائية التي تخلو من الغلوتين أو تحدّه بشدّة، وهو بروتين موجود طبيعياً في القمح والجاودار والشعير، تُلائم حتماً الأشخاص الذين يشكون من داء السيلياك أو حساسية الغلوتين.