رأى وزير الداخلية السابق مروان شربل ان الساحة الامنية في لبنان مضبوطة ولا مصلحة لأي من الفرقاء في السلطة وخارجها في انفلات الوضع الامني، وما شهدناه من هجمات على ساحات الاعتصام ومواجهات بين شارعين لم يكن بهدف جر البلاد الى حرب اهلية، انما مجرد ردات فعل قد لا تتكرر بفضل الخطوط الحمر التي وضعها الجيش والى جانبه القوى الامنية كافة لمنع الشارع من الانزلاق باتجاه المحظور.
اما في الامن السياسي، فلفت شربل في حديث لـ «الأنباء» الى ان الاستشارات النيابية لن تحصل قبل الاتفاق على اسم الرئيس المكلف، وما دون هذا التوافق كركيزة اساسية فإن مصير الحكومة العتيدة هو السقوط الحتمي في جلسة الثقة، مشيرا الى ان الاتفاق بين السلطة والقوى السياسية على اسم الرئيس المكلف ليس جديدا، فحكومات الوحدة الوطنية ما بعد اتفاق الطائف قامت جميعها وفقا لهذا المنطق بهدف ضمان الثقة في مجلس النواب والأمل بانتاجية غير مسبوقة الا ان حسابات الحقل كانت دائما تأتي مخالفة لحسابات البيدر.
اما الجديد في مشهدية التكليف ولاحقا التأليف، فهو ظهور سلطة جديدة في المعادلة السياسية ألا وهي سلطة الشعب المنتفض في الساحات، فما بعد 17 اكتوبر ليس كما قبله، لأن الشعب تمكن بفعل قوة حراكه وديمومته في الشارع من فرض مطالبه وتوجهاته، وما عاد باستطاعة اي جهة سياسية من اعلى الهرم حتى قاعدته ان تتجاهل اهدافه ومآربه، وهنا تكمن السخونة نظرا للتباين الكبير بين ما يطالب به الشعب المنتفض وما يريده الحكم.
وعن قراءته لمجريات التكليف، اكد انه لا احد غير سعد الحريري او من يختاره ستكلفه الكتل النيابية بتأليف الحكومة، واي حكومة لا تحمل بصمات بيت الوسط لن يُكتب لها النجاح، لأنها ستكون بفعل امتناع تيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي عن المشاركة بها حكومة تحد ومواجهة لن يكون باستطاعة احد مهما علت مكانته السياسية ان يتحمل تبعاتها على كل المستويات وتحديدا على المستوى الداخلي، خصوصا ان الظروف التي تواكب اليوم عملية التكليف تختلف جذريا عن سابقاتها قبل 17 أكتوبر.
وأعرب شربل عن اعتقاده ان مساهمة الدول الخارجية في ايجاد الحل لاسيما الفرنسية منها قد تنتهي باعتماد التنازل البسيط من قبل الجميع كسبيل وحيد للوصول الى تكليف اما الرئيس الحريري وهو الاحتمال الاكبر بنسبة 90% واما شخصية مقربة منه، ومن ثم تأليف حكومة بمشاركة ممثلين عن الحراك الشعبي، مؤكدا من جهة ثانية ان الدول الصديقة عربية وغربية لن تقف متفرجة على انهيار لبنان ماليا واقتصاديا وستتحرك حتما لإنقاذه بعد تشكيل الحكومة.
وردا على سؤال، ختم شربل مشيرا الى ان رئيس الجمهورية يحمل كرة نار بين يديه وهو بالتالي في موقف لا يحسد عليه، خصوصا انه في مواجهة تعقيدات السياسة اللبنانية التقليدية التي لا توفر له امكانية قلب الطاولة، هذا هو اتفاق الطائف.