وجّه سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الجمهورية اللبنانية حمد سعيد الشامسي، بمناسبة اليوم الوطني الـ48 للدولة، رسالة قال: “التقدم والتطور والازدهار الذي نعيشه اليوم في دولة الإمارات تواكبه سياسة خارجية متوازنة قائمة على نهج الاعتدال وقيم الحق والخير والعطاء الانساني والتسامح، فالإمارات العربية المتحدة أضحت أيقونة العطاء الانساني على مستوى العالم، واستطاعت الدبلوماسية الإماراتية بفضل رؤية القيادة الرشيدة بناء جسور من علاقات الأخوة والصداقة مع دول العالم.”
وأضاف الشامسي: “ففي كل عام يحتفل فيه الإماراتيون باليوم الوطني في الثاني من شهر ديسمبر، يلمسون ما حققه الوطن من انجازات تنموية كبيرة خلال العام السابق، وما يتطلع إلى تحقيقه خلال العام القادم، في إطار رؤية تنموية شاملة لا ترضى إلا بالصدارة وتهتم بالحاضر والمستقبل، وتخوض غمار المنافسة في مضمار التنمية بكل ثقة، اعتمادا على التخطيط السليم وإنتاج المعرفة والنظر إلى الكوادر البشرية المواطنة على أنها أهم ثروات الوطن والاستثمار الحقيقي له”.
وأوضح السفير الشامسي أنه “من أبرز هذه الإنجازات إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عام 2019 عاماً للتسامح، في دولة تعيش في ربوعها أكثر من 200 جنسية مختلفة في جو من الانفتاح، والاحترام المتبادل والتعايش المبني على مبدأ التسامح. والشاهد على ذلك زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، لدولة الإمارات وتوقيعه مع شيخ الأزهر وثيقـة الأخــوة الإنســانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، في خطوة تكرس رؤى الدولة الرامية إلى بث روح التسامح في المجتمع، وترسيخ ثقافة الانفتاح والحوار الحضاري، ونبذ التعصب والتطرف، وكل مظاهر التمييز بين الناس بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو اللون أو اللغة”.
وأكمل: “جاء هذا العام أيضا ليكرس رؤية الشيخ زايد “رحمه لله” الذي آمن – منذ تأسيس الدولة- بأن نهضة المجتمع تتحقق بتمكين المرأة وتفعيل مشاركتها وإفساح المجال لها لتشارك الرجل في بناء هذا الوطن، وعليه فقد أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان توجيهاته، هذا العام، برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50 في المئة، بوصفها صاحبة معارف ومهارات وخبرات وطنية واجتماعية وانسانية يُعتدّ بها”.
ونوه إلى أنه “من أبرز إنجازات هذا العام ما حققته الدبلوماسية الإماراتية من تقدم لافت خلال السنوات الماضية على صعيد قوة جواز السفر الإماراتي، والذي استمر في تعزيز صدارته في المركز الأول حسب مؤشر “باسبورت اندكس”، وحصد المزيد من الإعفاءات من التأشيرة ليرتفع رصيده إلى 177 دولة تسمح لمواطني الإمارات العربية المتحدة بدخول أراضيها بدون تأشيرة”.
أما على صعيد اهتمام دولة الإمارات بالتكنولوجيا المتقدمة، فتحدث السفير الشامسي عن إيلاء الإمارات العربية المتحدة، اهتماما خاصاً بتطوير ودعم التقنيات الحديثة، وأعلنت في هذا العام عن تأسيس “جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي”، وهي أول جامعة من نوعها للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي تهدف إلى تمكين الطلبة من تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها في خدمة البشرية.
وتابع سفير الامارات: “لم تألُ دولة الامارات جهداً في تمكين الشباب، ولا أدل على ذلك مما شهدناه من دعم ومؤازرة من قيادات الدولة لهزاع المنصوري أول رائد فضاء عربي يزور وكالة الفضاء الدولية، والذي أصبح مصدر إلهام للكثيرين من الشباب الاماراتي في مجال التكنولوجيا. ولابد هنا من الإشارة إلى أن دولة الإمارات تبوأت مراكز متقدمة حول العالم في مؤشر الشعور بالأمن والاستقرار، ما أهّلها لكي تصبح مركز جذب هام لكل المبدعين وأصحاب المواهب، الساعين إلى البحث عن بيئة تدعم تميزهم الثقافي والانساني، وتقدر عطاءهم الفكري”.
وأردف قائلا: لا يخفى على أحد أن دولة الإمارات كانت دائماً سباقة إلى حمل رسائل السلام ومبادرات التعاون إلى العالم أجمع، وهي من أجل ذلك كانت حريصة كل الحرص على بناء علاقات ودية، ورفيعة المستوى مع مختلف دول العالم. وهذا ما أهلها للفوز في استضافة المعرض الدولي إكسبو 2020 دبي، الحدث الأول في العالم لعرض الانجازات البشرية في مجالات عدة، بمشاركة أكثر من 200 دولة وشركة ومنظمة ومؤسسة تعليمية. ويؤكد هذا الحدث العالمي قدرة دولتنا على جمع العالم في بقعة واحدة، ويكرس ما حققته الدبلوماسية الإماراتية في تعزيز العلاقات الثنائية مع معظم بلدان العالم.