كتب محمد بكري في صحيفة “الجمهورية”:
رأى السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين أنّ «النازحين أصبحوا يشكلّون عبئاً كبيراً على الدولة اللبنانية العاجزة عن كفاية مواطنيها، وعن تقديم سبل العيش اللائق لكثير من النازحين»، مؤكداً أنّ سياسة روسيا «تقضي بألّا تتدخل في شؤون أيّ دولة أخرى، لكنّها تحاول في بعض الاحيان أن تكون مفتاحاً للمصالحة بين الأفرقاء اللبنانيين». في ما يأتي نص الحوار:
- دعنا نبدأ من مشكلة النازحين السوريين في لبنان، وظروفهم المعيشية وتقصير هيئة الأمم المتحدة في تأمين حاجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن وطبابة فمن المسؤول؟
– مشكلة النازحين في لبنان، أصبحت عبئاً كبيراً على الدولة اللبنانية العاجزة عن كفاية مواطنيها وعن تقديم سبل العيش اللائق لكثير من النازحين العاملين ضمن أراضيها بأجر أدنى من أجر العامل اللبناني الذي يعتبر أنّ السوري ينافسه بلقمة عيشه، ما تسبب ببعض التصريحات العنصرية التي يطلقها المواطن والمسؤول. - روسيا تساعد النظام السوري وايران وحليفهما «حزب الله» لبقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة، وشاركتم في قتل وقصف السوريين بالطيران بحجة انّهم من «النصرة» و»داعش» الارهابيين، فما ردك؟
– إنّ المقاتلين جاؤوا من دول عدّة لمحاربة النظام السوري، ولكن في الحقيقة هم من يقتلون الشعب السوري، فكان من واجبنا كحلفاء أن نقف الى جانب الشعب السوري والنظام لمحاربة «داعش» و»النصرة» والتكفيريين لأننا نعتبر أنهم قراصنة وارهابيون، وذلك حرصاً منّا على إبقاء سورية موحدة، وخوفاً من تقسيمها، وقد تمّ ذلك بنجاح، وبدل ان يشكرونا على ذلك تجد من يتهم إيران بأنّها داعية للإرهاب بحسب رأي الاميركيين وحلفائهم في المنطقة. - هل تتهمون أميركا بأنّها تقف وراء كل ما يحصل؟
– أؤكد ان الاميركيين يفبركون الاتهامات بأن النظام استعمل الأسلحة الكيميائية في الوسط السوري، ويدّعون أنّ الروس قاموا بتسميم الجاسوس الروسي، هم يتنفسون الاكاذيب كما يتنفسون الهواء.
وكانت لنا تجربة معهم ايام الرئيس بيل كلينتون والرئيس يلتسن، حيث صرّح كلينتون بأنّ الرئيس الروسي صديقه، فأنتجت هذه الصداقة تفكّك الاتحاد السوفياتي، ومحاربتنا اقتصادياً حتى تاريخنا هذا وفرض عقوبات علينا وعلى غيرنا من الدول ممن ليسوا في خطهم السياسي، وذلك بحجّة أنّهم الأقوى من الناحيتين العسكرية والاقتصادية، ويريدون ان يحكموا العالم بمفردهم. - اقرأ في حديثك ان اميركا هي «الشيطان الاكبر» وان روسيا هي «الملاك»، فما جوابك؟
– الأميركيّون ينسبون الارهاب الى غيرهم، في الوقت الذي بات واضحاً للعيان انهم وراء كل عمليات الارهاب في العالم، ومن جهتنا نحن دائماً في موقف «المدافع» لا «المهاجم». - من اصل 193 دولة في العالم هناك 150 دولة ترفض ما يقوم به النظام السوري وحلفاؤه من عمليات تهجير وقتل وتشريد، كما انهم لا يعترفون بالنظام.
– هذا غير صحيح، ونحن لا نجد أنّ ايران دولة ارهابية، ولا حتى «حزب الله»، ومن يقول ذلك لا يستطيع أن يحيد عن الإملاءات الأميركية لهم. - هل هناك خطة لعودة عشرة ملايين انسان، من طائفة واحدة، هاجروا والمطلوب عدم عودتهم، فما رأيك؟
– كما ذكرت لك في مستهل الحديث، إنّ أميركا وحلفاءها مسؤولون عن كل ما حدث في سوريا. - هل هناك ضربة اميركية سعودية مع التحالف ضدّ إيران ردّاً على عملية «أرامكو»؟
– لا أحد يستطيع ان يتوقّع ما يمكن أن يحدث، كما انّ التحقيقات ما زالت جارية لمعرفة ماذا حصل بالضبط لذلك لا يمكنني أن أجزم او أنفي هكذا موضوع وانه سيكون هناك ردة فعل على الاراضي الايرانية. - هل انتم معنيون في لبنان، كما الاميركي والفرنسي والبريطاني والسعودي، ام انكم تراقبون ولا تتدخلون؟
– سياسة روسيا تختلف عن سياساتهم، وهي لا تتدخل في شؤون أيّ دولة أخرى، لكننا نحاول في بعض الاحيان ان نكون مفتاحاً للمصالحة بين الافرقاء اللبنانيين، خصوصاً في تقريب وجهات النظر كرمى الوطن والمواطن.