كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:
عَلت أصوات كثيرة حول العالم في الفترة الأخيرة من أجل رفع التوعية تجاه مخاطر تقنية التعرّف الى الوجوه، معارضة استخدام هذه التقنية لانتهاكها الفاضح للخصوصية.
تستخدم تقنية التعرّف الى الوجوه على نطاق واسع في العديد من بلدان العالم، خاصة في المطارات وأماكن العمل وشركات الإعلانات، وعدد لا يحصى من المجالات الأخرى. إلّا أنّ جميع هذه الاستخدامات تخضع لشروط محددة وصارمة وعمليات رقابة مستمرة بهدف حماية خصوصية المجتمعات. لكن في الآونة الأخيرة تطورت تقنيات التعرف الى الوجوه، فبعد اجتياحها مواقع التواصل الإجتماعي والمؤسسات الحكومية، إنتقلت إلى مرحلة أكثر خطورة، عندما بدأ الحديث عن تطوير تطبيقات تعمل على التعرف الى الوجوه من خلال كاميرا الهاتف الذكي. بمعنى آخر، بمجرد توجيه كاميرا الهاتف إلى أي شخص، يمكن معرفة هويته.
مصدر المعلومات
يحتوي الإنترنت على مليارات الصور الشخصية للوجوه نتيجة انتشار وسائل التواصل الإجتماعي، والتي يستغلها القائمون على تدريب الشبكات الداعمة للذكاء الإصطناعي بهدف اكتشاف الوجوه والتعرف إليها. وهذه الصور، تعتبر الراكزة الأساسية لتطوير تطبيقات للهاتف الذكي، تجعله قادراً على معرفة هوية الأشخاص من خلال الكاميرا. على سبيل المثال لا الحصر، عملت منصّة التواصل الإجتماعي «فيسبوك» على تطوير تطبيق جديد وصف بالتطبيق المخيف، لأنه قادر على التعرف الى الوجوه بشكل متطور جداً، إذ تعد مهمته الأساسية أن يتعرف الى هوية الأشخاص بشكل فوري بمجرد توجيه كاميرا هاتف ذكي نحو وجوههم. وأجرت فيسبوك اختبارات تطبيقها على موظفيها، بحيث تمكّن التطبيق من تحديد جميع وجوه الموظفين والتعرف إليها بعد توجيه كاميرا الهاتف الذكي إلى هذه الوجوه من دون أي خطأ وبنسبة نجاح ساحقة.
مخاوف كبيرة
أعرب الكثير من الخبراء عن قلقهم من احتمال انتشار تطبيقات للهواتف يمكنها التعرف الى الوجوه وتحديد الهوية، معتبرين ذلك أمراً مشكوكاً فيه أخلاقياً وإساءة لاستخدام الصور. وطالبوا بوضع أطر قانونية لتقنيات التعرف الى الوجوه، بسبب المخاطر التي تشكلها على الخصوصية والحريات الفردية، خاصة عند تحولها إلى تطبيقات يمكن تنزيلها على الهاتف وتحويله أداة للتعرف الى هوية الأشخاص من دون إذنهم أو علمهم. وأشاروا الى أن مثل هذه التقنية يمكنها بسهولة تحديد هوية مجموعة غير محدودة من الأشخاص في ثوان معدودة، وهذا أمر لا يجب السماح به لأنه في بعض الأحيان يعرّض حياة الافراد للخطر.