Site icon IMLebanon

البعريني: التسوية لم توصل البلد إلى ما كان ينوي الحريري تحقيقه

في ضوء ما يتردد عن خلافات عميقة في الرأي حول شكل الحكومة المنوي تشكيلها، بين من يريدها حكومة مستقلين ومن الاختصاصيين ومن يريدها حكومة تكنو- سياسية، شرط أن تحظى بدعمٍ من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري. وبالتزامن مع الاتصالات البعيدة عن الإعلام والتي يجريها المهنس سمير الخطيب لتسهيل مهمة وصوله إلى السراي الحكومي، ما زال الكلام العالي النبرة الذي أطلقه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، تتردد أصداؤه في أكثر من مكان وبالأخص في بيت الوسط.

وفي السياق، دعا عضو كتلة “المستقبل” النائب وليد البعريني، في حديثٍ لـ”الأنباء”، إلى “ضرورة تغيير الخطاب السياسي والكفّ عن لغة التهديد والوعيد التي لا تبني وطنًا بقدر ما تزيد الأمور تعقيدًا، وتعيد البلاد إلى المتاريس السياسية التي ملّ منها الناس والذين يريدون أن يسمعوا خطابًا جديدًا لأنهم أصبحوا بغنى عن هذه اللعبة التي أوصلت البلد إلى الهاوية”، داعيًا القوى السياسية إلى “التفاهم وخلع ثوب الخلافات وارتداء ثوب الإصلاح والتواضع”.

وقال: “لقد آن الآوان لنكون أحرارًا وغير تابعين لأية قوةٍ خارجية مهما كان نوعها وحجمها”، مستنكرًا “الحملات المغرضة التي تستهدف الحريري وتحميله مسؤولية ما جرى”.

وشدّد على أن “همّ الحريري كان، وما زال، هو الوطن. ولولا خوفه على الوطن لما قام بالتسوية لإنهاء الفراغ في رئاسة الجمهورية. لكن هذه التسوية لم توصل البلد إلى ما كان ينوي تحقيقه بسبب العرقلة وضرب السياسة المالية وتعطيل عمل الحكومة، فضلًا عن الوقت الذي استغرقته لتشكيلها بسبب وضع العصيّ في الدواليب من جهة والمماطلة في إقرار المشاريع من جهة ثانية، أي كما حصل في مناقشة الموازنة العامة”.

وعن تهديد النائب رعد بالمحاسبة لمن يعرقل تشكيل الحكومة، سأل البعريني: “مَن يحاسب مَن. وعلى كل فريقٍ أن يحاسب نفسه”، مذكرًا بأن “الحريري هو أول من رفع الغطاء عن أي شخص  متهمٍ بالفساد. وما على الآخرين إلّا أن يحذوا حذوه هذا إذا كانوا فعلًا يريدون محاربة الفساد والفاسدين”.

وطالب البعريني، في الختام، بـ”الإقلاع عن لغة التخوين والقوي والضعيف لأنها لم تعد مقبولة”، مستغربًا “عدم الاستفادة من أخطاء الماضي قبل الدوحة وما بعدها. لقد آن الآوان لوضع النقاط على الحروف ويجب الإصغاء إلى صوت الناس”.