كتب طوني أبي نجم في صحيفة “نداء الوطن”:
لا أصدّق كل التسريبات والأخبار المتداولة عن الحكومة العتيدة، ولا أصدّق أن مثل هكذا حكومة يمكن أن تبصر النور. ولكن، وفقط لضرورات النقاش ليس أكثر سأفترض للحظة أننا قد نشهد ولادة الحكومة المزعومة برئاسة سمير الخطيب، وبتركيبتها السياسية التي تشبه “عيد البربارة” لأنها تشكل عملياً نسخة عن الحكومة السابقة متنكرّة بزيّ أكثر فساداً مع تغيير بعض الأقنعة ليس إلا!
فمنذ الاعلان عن اسم الخطيب كمرشح محتمل لرئاسة الحكومة حتى قرأنا عن فساده وفساد شركته في الاعلام اللبناني ما لم يقله مالك عن الخمرة (راجعوا التغريدات المتكررة للمستشار الإعلامي السابق للرئيس ميشال عون الزميل جان عزيز وعدداً كبيراً من المقالات الصحافية) كما تبيّن أن الوزير جبران باسيل شخصياً هو من أكثر الذين هاجموا الخطيب وشركته واتهموه بالفساد، ويكفي مراجعة كتاب “الإبراء المستحيل” الشهير!
وإذا وضعنا الخطيب جانباً، يتبيّن أن الأكثرية الساحقة من الوزراء الذين قد يتم تعيينهم في مثل هذه الحكومة هم من الذين نادى اللبنانيون بضرورة عزلهم تحت شعار “كلن يعني كلن”، أو في أبسط الأحوال فإن المسؤولين السياسيين إياهم “كلّن” سيسمّون الوزراء الجدد الذين سيمعنون حتماً في إدارة شؤون البلد بإمرة من عيّنهم من هؤلاء “كلن” الذين يسعون للانتقام من الشعب اللبناني الذي طالب باستقالتهم!
هكذا يمكن التوصّل إلى الخلاصة الآتية في حال تشكّلت الحكومة بحسب التسريبات: ستكون الحكومة الجديدة حكومة الاعتداء على اللبنانيين وعلى أوضاعهم المالية والاقتصادية، والأهم أنها ستكون حكومة الاعتداء على كرامة شعب انتفض وثار في الشوارع والساحات طوال حوالى 50 يوماً.
نعم، “حزب الله” يريد أن ينتقم من اللبنانيين الذين كسروا كلمة السيد حسن نصرالله لأنهم أصروا على استقالة الحكومة وعلى الإتيان بحكومة تكنوقراط، وذلك عبر تعطيله الاستشارات النيابية الملزمة حتى استنساخ الحكومة الماضية والمشاركة برمز حزبي فاقع في الحكومة والإتيان بحلفائه إياهم.
نعم الرئيس نبيه بري يريد أن ينتقم من اللبنانيين عبر استعادة حقيبة وزارة المال إلى الوزير علي حسن خليل تحديداً ورفض مبدأ التكنوقراط.
نعم الوزير جبران باسيل يريد أن ينتقم من جميع اللبنانيين الذين هتفوا ضدّه واعتبروه رمزاً للفساد وأرادوا إسقاطه وقطع الطريق على حلمه بالرئاسة.
وحتى تيار “المردة” يشارك في عملية الانتقام من اللبنانيين عبر الإصرار على حقيبة الأشغال.
نعم، هذه الطبقة السياسية التي طالب اللبنانيون بإزاحتها تسعى إلى العودة بـ”حكومة الانتقام” من الشعب. وبالتالي، وفي حال أصرّ المعنيون على مثل هذه الحكومة فلن يبقى أمام الشعب اللبناني سوى المقاومة والصمود والعودة مجدداً وبقوة إلى الشارع حتى إسقاطهم جميعاً مهما كان الثمن…