Site icon IMLebanon

كيف تضمنون الشبع بمأكولات أقلّ؟

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

إذا كنتم تتمنّون بلوغ مرحلة الشبع عقب استهلاككم كميات أقلّ من الطعام، فالخبر الجيّد أنه بإمكانكم تحقيق ذلك من خلال التصرّف بذكاء حيال كيف وماذا تأكلون. وبالتالي تستطيعون تناول سعرات حرارية أقلّ من دون المبالغة في التقييد أو الحرمان، وفي الوقت ذاته توفير الشعور بالرضا.

سواء كنتم تراقبون معدل وزنكم أو فقط تحاولون تفادي الإفراط في الطعام خلال الأعياد، فإنّ نصائح اختصاصية التغذية تشلسي أوار، من نيويورك، ستساعدكم على قمع الشهيّة والتصدّي لقرقرة المعدة في آن:

الأكل ببطء
عند تناول الطعام بسرعة كبيرة، فإنّ الجسم لا يملك الكثير من الوقت لإدراك مشاعر الشبع. غير أنّ الأكل ببطء ومضغ الطعام لفترة أطول يسمحان للأمعاء بإرسال سلسلة إشارات إلى الدماغ تدلّ على الشبع. ومع امتلاء المعدة بالسوائل والطعام، يتمّ تنشيط مستقبلات الأمعاء وإفراز هورمون الشبع «Leptin». بعد ذلك، فإنّ هذا الأخير يتواصل مع ناقلات عصبية أخرى وهورمونات كالدوبامين لتحفيز مشاعر الامتلاء والرضا. إشارة إلى أنّ هذا الإجراء يستغرق بعض الوقت، وبالتالي المطلوب منح الدماغ والمعدة 20 دقيقة.

شرب المياه قبل الوجبات
من الشائع جداً العجز عن التمييز بين الجفاف والجوع. إذا كنتم تشعرون بجوع شديد، حاولوا أولاً شرب كوب من المياه للتأكد من أنكم لا تخلطون بين العطش والشهيّة. إنّ القيام بذلك أيضاً قبل وجبة الطعام يساعد على توفير شبع أكثر. فبما أنّ المياه تحتلّ مساحة في المعدة، فإنها تحفز مستقبلات التمدد (Stretch Receptors) التي ترسل بعد ذلك إشارات الامتلاء إلى الدماغ. بمعنى آخر، ومع كل هذه المساحة التي تغزوها المياه في المعدة، ستحتاجون إلى جرعات أقل من الطعام للشعور بالرضا.

الإشباع بسَلطات جانبية
بطريقة مُماثلة، تملك الخضار حجماً كبيراً من المياه، وبالتالي فإنّ وضعها في أطباقكم يشكّل وسيلة جيّدة لتعزيز مشاعر الشبع والمساهمة في السيطرة على المبالغة في الأكل. وبما أنّ الخضار قليلة الكالوري، فليس المطلوب منكم الاكتفاء بكمية ضئيلة منها. فلقد أثبتت الأبحاث العلمية أنّ دمج الوجبة الغذائية مع طعام جانبي مليء بالمغذيات، مثل السَلطات، يساعد على خفض مجموع السعرات الحرارية المستهلكة. فضلاً عن أنّ الخضار مليئة بالألياف. وعندما يتعلّق الأمر بتوفير شبع أكثر بطعام أقلّ، فإنّ الألياف تشكّل حتماً الوسيلة الأمثل بما أنها تُهضم ببطء، وتضمن توازن مستويات السكر في الدم، وتتحكم في الشهيّة. وللحصول على جرعة ألياف إضافية، يمكن مزج الخضار مع المكسرات، والبذور، والبقوليات.

النوم لساعات كافية
هل سبق وأن شعرتم برغبة شديدة في تناول الحلويات بعد ليلة نوم سيّئة؟ النوم هو الوقت الذي يسمح للجسم بالانتعاش واسترجاع الطاقة، وعند العجز عن النوم جيداً، تنتابكم الشهيّة على السكريات البسيطة لطاقة سريعة. المشكلة هنا أنه وبعد التهام الدوناتس، فإنّ مستويات السكر في الدم ترتفع لتعود وتهبط سريعاً، ما يدفعكم إلى الشعور برغبة في تناول مزيد من الحلويات المليئة بالكالوريهات والخالية من أي مغذيات. لذا، وإذا كنتم تعجزون عن تأمين 7 ساعات من النوم كل ليلة، لا تترددوا في أخذ 30 دقيقة من القيلولة، بعدما تبيّن أنها تساعد على عكس آثار ليلة نوم سيّئة، إستناداً إلى دراسة صدرت عام 2015 في «Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism».

تناول الأطباق مع البروتينات
على غرار الألياف، فإنّ البروتينات تستغرق وقتاً أطول لتُهضم مقارنةً بالكربوهيدرات المكرّرة، كما أنها تستخدم طاقة إضافية. لذلك فإنها تضمن الشعور بالرضا وتقمع الجوع. لتوفير الشبع، إحرصوا على ملء الطبق ببروتينات صحّية بسعرات حرارية ضئيلة على الفطور والغداء والعشاء، مثل السمك، وصدر الدجاج، والألبان الخالية من الدسم، وبياض البيض، والبقوليات.

وضع حدّ للمُلهّيات
إنّ الأكل بوعي هو مفتاح توفير الشبع. أمّا التشتّت الناتج من مشاهدة التلفزيون فقد يؤدي إلى تناول الطعام بِلا وعي، ما ينتج عنه المبالغة في الكمية. بدلاً من مشاهدة برنامجكم المفضّل أثناء الأكل، وهو الأمر الذي يمنع الجسم من تسجيل إشارات الشبع، إحرصوا على الانتباه إلى مذاق الطعام وتركيبته والاستمتاع بكلّ قضمة للشعور بالرضا وتفادي المبالغة.