كتب يوسف منصور في “نداء الوطن”:
الحراك الشعبي في بعلبك وعرسال لا يعرف الكلل ولا الملل، فالعصب لا يزال مشدوداً، وملاقاة “الثوار” في كل المناطق اللبنانية وتحركاتهم تشق طريقها بمزيد من الوعي والإلتفات إلى واقع الناس المتردي، وتعميم المبادرات الفردية علّها تخفف من أعباء الحياة في ظل الأوضاع الصعبة.
وقد أماط شهيد الثورة “العرسالية” ناجي الفليطي، اللثام عن واقع الآلاف ممن يشبهونه الذين يعيشون تحت خط الفقر، يقتاتون بما هو متوفر، يعجزون حيناً عن تأمين الطعام لأولادهم، وأحياناً عن تأمين المازوت في فصل الشتاء والصقيع، فيما يسعى البعض إلى مساعدة هؤلاء بإمكانيات محدودة ومجهود شخصي يؤمّنه بعض المتطوعين والمتمولين.
منذ يومين تم تشييد خيمة “شتوية” وسط ساحة خليل مطران لتلم شمل “الثوار”، ولتكون ملتقى لهم لبحث مواضيع تعنيهم كما تعني اللبنانيين جميعاً، ولكسر الصورة المرسومة عن الحراك وكأنه لرفع الأعلام والرقص على الأغاني الوطنية فقط. كذلك كانت مبادرة نوعية وهي الأولى من نوعها في الساحة تمثلت بقيام بعض النسوة بتحضير وجبات غذائية لتوزيعها على المحتاجين. هذه المبادرة انسحبت على عدد من المتمولين وبعض الشخصيات من شباب وشابات، غير مدعومة من أي جهة سياسية، عنوانها الرئيسي مساعدة المحتاجين وجمع التبرعات لتقديم مواد غذائية وثياب وأدوية في بعلبك. كما تستهدف المبادرة اصحاب المحال والمؤسسات كلٌ بحسب قدرته على المساعدة.
ليلى مروة رئيسة “التجمع النسائي الديموقراطي”، وهي من الوجوه المشاركة يومياً في التظاهرات، قالت في حديث لـ”نداء الوطن” إنّ “الأزمة الاقتصادية التي نعيشها والتي كانت سبب اشتعال “الثورة” هي موضع نقاش في التجمع منذ سنوات، ولذا كان نزول الناس إلى الشارع، وأن فساد الطبقة السياسية منذ ثلاثين سنة أوصلنا إلى هذه الحال. ولأن “الثورة” أنثى ومشاركة النساء كانت بأرقام عالية جداً فلا بد من تحقيق مطالبهن كوقف العنف وتحديث القوانين المتعلقة بهن”.
وأشارت مروة الى أنه “تم الإتفاق على تركيب خيمة إسوةً بباقي المناطق لمناقشة المواضيع التي تهم المواطن، ولكن بعد هجوم القوى الظلامية على ساحة خليل مطران تم تكسير الخيمة والصوتيات ليعاد تركيب خيمة شتوية تطرح فيها مواضيع الفساد السياسي في الإدارة العامة، المحاصصة الطائفية، مشاكل التعليم، التنمية الريفية وغيرها من المواضيع التي يتحدث فيها أحد المشاركين في الحراك أو يستعان بشخصية من خارج المنطقة”.
وفي عرسال هناك المعاناة الكبرى، وبعدما كشف ناجي الفليطي عن واقع مأسوي تعيشه البلدة، يواصل الأهالي رفع صوتهم بوجه السلطة والنظام الفاسد، وتتزايد أعداد المشاركين يوماً بعد يوم.
وتحت عنوان “أحد الغضب” نفذ أهالي البلدة أمس وقفة إحتجاجية في الحديقة العامة وسط البلدة شارك فيها المئات رافعين شعارات منددة بالسلطة والنظام الفاسد ومطالبين باستعادة الأموال المنهوبة، وانتشرت في التظاهرة صور لشهيد الثورة ناجي الفليطي.