هي «ورشة الفوضى العامة»، هكذا وصف الوزير السباق رشيد درباس المرحلة الراهنة لاسيما مشهدية التكليف للتأليف منها، مشيرا في هذا السياق الى أن من تسنى له مشاهدة السجال العنيف بين نائبة رئيس التيار الوطني الحر مي خربش والنائب في كتلة المستقبل هادي حبيش خلال برنامج «صار الوقت»، تكشف له أن المتاريس قائمة بين جميع الفرقاء حلفاء وغير حلفاء حتى على مستوى القمة، وفي الوقت عينه هؤلاء جميعا هم شركاء بالفعل وبالامتناع في هذه الفوضى العامة.
ولفت في حديث لـ «الأنباء» الى أن التيار الوطني الحر على سبيل المثال لا الحصر يلاحق رفيق الحريري حتى في قبره للقول ان الفساد من هنا من هذا القبر، دون أن يكون لديه مانع بين الحين والآخر من التعامل مع وريث رفيق الحريري سعد الحريري، بهدف استعارة شعبيته ونواب كتلته لصناعة أمجاد سياسية ومنها رئيس جمهورية، وكذلك الرئيس سعد الحريري رفض أن يكون رئيسا لحكومة مستنسخة، لكن أن يكون شريكا في تسمية رئيس الحكومة أو أن يكون له من يمثله داخل الحكومة ولو من بعيد، فهذا يعني أنه رضي أن يتحمل مسؤولية الفشل، «وقد ترك مقود القيادة»، فإذا كان المقود بيده وكان يحاذر من الفشل فكيف هي الحال اذا كان المقود بيد غيره؟ انه ضرب من السريالية السياسية غير المفهومة، وهو ما نلاحظه أيضا لدى الحزب الاشتراكي الذي لا يريد المشاركة في الحكومة لكنه لا يستطيع أن يترك الساحة نهائيا لخصومه وأعدائه، اذن نحن أمام مشهد سياسي هجين اختلط حابله بنابله، مشهد عقيم لن ينتج إلا المزيد من الفشل السياسي والاقتصادي.
وعما اذا كان يرى الحكومة العتيدة على موعد أكيد مع السقوط في الشارع فيما لو تألفت من خارج المطالب الشعبية، لفت درباس الى أن هناك من يعوّل على أن الانتفاضة الشعبية قد أصيبت بالفتور وان الثوار لن يعودوا كما كانوا في زخمهم الأول.
لقد انتظروهم حتى تُمتص حركتهم لكي يعاودوا سيرتهم التقليدية في تشكيل الحكومات الفاشلة، لكن ما فاتهم هو انه إن لم تقم الحركة الشعبية بإسقاط الحكومة العتيدة في الشارع، فإن الإفلاس المالي الذي أصاب البلاد كفيل بإسقاطها.