ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، المستشار الاعلى للدفاع لشؤون الشرق الاوسط في الحكومة البريطانية الجنرال السير جون لوريمر الذي استقبله في قصر بعبدا، ان “الديموقراطية التوافقية التي ارتضاها اللبنانيون في حياتهم السياسية، هي الضامن للوحدة الوطنية الكفيلة باخراج لبنان من الظروف الصعبة التي يمر بها سياسيا واقتصاديا”.
واشار الى أن “الاستشارات النيابية التي ستجرى يوم الاثنين المقبل، تشكل مدخلا لتأليف الحكومة الجديدة التي يفترض ان تعمل على تحقيق الاصلاحات الضرورية التي اقرتها الحكومة السابقة والاستمرار في عملية مكافحة الفساد، ما يفرض تعاون جميع الاطراف مع هذه الحكومة كي تتمكن من انجاز المهمات المطلوبة منها”.
وخلال الاجتماع الذي حضره وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي والوفد المرافق للجنرال لوريمر، نوه الرئيس عون ب”الاجتماع الذي تعقده مجموعة الدعم الدولية اليوم في باريس”، شاكرا للدول المشاركة “الاهتمام الذي تبديه حيال لبنان”.
كما شكر رئيس الجمهورية الحكومة البريطانية على “الدعم الذي تقدمه للجيش، سواء في عملية بناء ابراج المراقبة او في مجالات التدريب”.
وكان الجنرال لوريمر نقل الى عون “اهتمام الحكومة البريطانية بالوضع في لبنان وحرصها على عودة الاستقرار السياسي والاقتصادي اليه”، منوها ب”قيادة الرئيس عون في سبيل تحقيق ذلك”.
واكد ان بلاده “ستواصل تقديم الدعم اللازم للجيش لتمكينه من القيام بالمهمات الوطنية المطلوبة منه”، وأشار الى رغبة بريطانيا “في تشكيل حكومة جديدة لاستكمال التعاون مع حكومتها في المجالات كافة”.
على صعيد آخر، طمأن الرئيس عون اللبنانيين بـ”أن لبنان سيخرج معافى من الوضع الراهن سياسيا واقتصاديا”، داعيا جميع الاطراف الى “ادراك الخطر الذي يتهدد لبنان حاليا”.
كلام عون جاء في خلال استقباله وفدا من سيدات يعملن بالتعاون مع جمعية “Lebanon uprise” في سبيل خدمة المجتمع اللبناني واللبنانيين، واللواتي اطلقن حملة “لا للتوطين، لا للدمج، نعم للعودة الامنة للنازحين”، تحت شعار “نحنا مش متعصبين… نحنا بدنا نرد النازحين”.
وتحدثت داليا داغر عن النشاطات التي تقوم بها السيدات، لا سيما في ما خص عودة النازحين السوريين الى بلادهم. ودار حوار بين السيدات ورئيس الجمهورية تناول شؤون الساعة.
وخلال الحوار، اكد رئيس الجمهورية ان “لبنان يمر بمرحلة صعبة نتيجة التراكمات، بفعل الديون التي رزح تحتها في ظل اقتصاد غير منتج”، وأوضح أن “الحراك الشعبي يرفع مطالب سبق ان طالبت بها وعملت على تحقيقها من خلال اقتراحات قوانين قدمتها الى مجلس النواب عندما كنت رئيسا لتكتل “الاصلاح والتغيير”، لا سيما تلك التي تتناول مكافحة الفساد ورفع الحصانة ومنع التهريب الضريبي…”، وقال: “أتفهم مطالب المتظاهرين ودعوتهم الى الحوار مرارا لكنهم لم يتجاوبوا”.
وحذر عون من “الشائعات التي تضرب المجتمع اللبناني وتعمل على احداث فوضى فيه، خصوصا من خلال تعميم تهمة الفساد على جميع العاملين في الشأن العام، من دون التمييز بين الفاسد الحقيقي وغير الفاسد”.
واعتبر ان “هذا التعميم افقد ثقة اللبنانيين بقياداتهم، كما اثر سلبا على سمعة لبنان في الخارج”، مشددا على “ضرورة فهم حقيقة المواقف والممارسات والاداء”، معتبرا ان “الجيل الشاب هو الذي يصنع الاصلاح، على ان تتوافر امامه المعطيات الحقيقية”.
وجدد عون الدعوة الى اللبنانيين “للكشف عن مكامن الفساد لتسهل امام المسؤولين عملية المحاسبة”.