IMLebanon

مصر وروسيا في ميدان المساعدة وموفدان قد يزوران بيروت

هل بلغت حدة الازمة المالية والاقتصادية مبلغا بات يتطلب دخولا دوليا على خطها لانقاذ لبنان، في ظل العجز السياسي الرسمي عن تشكيل حكومة تضطلع بهذه المهمة، واستمرار سياسة المناكفات بين شركاء الامس في الحكم الى درجة يفوقون معها الشخصانيات والانانيات على مصير الوطن؟ سؤال يطرحه كل لبناني يراقب مسار التطورات في الايام الاخيرة ويشعر بمدى الصعوية والتأزم والخطورة التي يلمسها كل لحظة مع دخوله مصرفاً لقبض راتبه او سحب ندرة من امواله المودعة غير المسموح له الحصول عليها، او عند وصوله الى صندوق الدفع في المحال التجارية، او عند اصطفافه في سيارته في طوابير المحطات لملء خزان سيارته بالوقود، على وقع صرخات تطلقها المستشفيات محذرة من قرب فقدان المعدات الطبية والادوية ونقابات الافران واصحاب المؤسسات الخاصة. كل ذلك من دون ان تلوح بارقة امل واحدة بامكان ان تستفيق السلطة لارساء حل يضع حدا للنزف المتمادي والانزلاق الفائق السرعة نحو اعلان “استشهاد” الدولة “بمتفجرات” السلطة السياسية المتلكئة اراديا عن الانقاذ.

هذا الواقع يدفع اللبنانيين الى الالتفات الى الخارج، علّه يقدم على ما يمكن ان يهز ضمائر المسؤولين او يردعهم عن الاسترسال في المغامرة بالوطن. وما اجتماع مجموعة الدعم الدولية لاجل لبنان في باريس امس الا الاشارة لاهتمام المجتمع الدولي بلبنان، ولو انها لم تقر حزمة مساعدات، بل ربطتها بشروط على السلطة تنفيذها. وفي مشهد قلّ نظيره في العالم خرج الشعب الثائر الجائع ليناشد القيمين على المجموعة عدم تقديم اي دعم للسلطة السياسية التي يحّملونها مسؤولية نهب المال العام وما تيسر من اموال ترد من الخارج عبر مساعدات او هبات.

وما تسرّب من معلومات عن المناقشات التي تخللت الاجتماع افاد ان الدول الاعضاء تلمس مدى خطورة الوضع في لبنان، على الارجح اكثر من بعض المسؤولين اللبنانيين انفسهم، وتؤكد وجوب تشكيل حكومة انقاذ من التكنوقراط بمن فيها روسيا التي كانت حتى الامس القريب تدعو لحكومة يتمثل فيها السياسيون لا سيما حزب الله.

وأمس ايضاً، اعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو “أننا نعلم أن الوضع المالي في لبنان خطير جدا”، لافتًا إلى أن الضغوط على البنك المركزي كبيرة…سنرى تشكيل الحكومة اللبنانية قبل الاستجابة لطلبات الدولة…نحن مستعدون للمساعدة لإنعاش اقتصاده”. وشدد على “أن المسؤولية بيد الشعب اللبناني حول المطالبة بالسيادة والاستقلال عن القوى الخارجية”.

مجمل مواقف الخارج يؤشر كما تقول مصادر سياسية لـ”المركزية” الى ان الدول المهتمة بلبنان لن تبقى مكتوفة الايدي، ولئن طالبها الثوار بالابتعاد حفاظا على وطنية ثورتهم وابقائها في منأى عن تدخلات واستغلالات الخارج، ذلك ان عدم تجاوب السلطة مع مطالب الثورة واستمرار مراوحتها في دائرة الاخذ والرد والمناكفات بين بعضها البعض فيما البلد في موت سريري، بات يحتم دخولا خارجياً، ولو عن بعد، لانقاذ لبنان، نسبة لدوره البالغ الاهمية في المنطقة. وتكشف في السياق عن جهد مصري وآخر روسي يبذل في لبنان عن طريق دبلوماسية البلدين في اتجاه القوى السياسية لحملها على تشكيل الحكومة وازالة العوائق والمتاريس السياسية التي ترفعها في وجه ولادتها. وتوضح ان السفيرين المصري ياسر محمد علوي والروسي الكسندر زاسبيكين يكثفان اتصالاتهما بعيدا من الاضواء مع مسؤولين وقادة سياسيين للنصح وتقديم العون حيث يجب، من دون الدخول في التفاصيل ارتكازا الى قاعدة “التشكيل شأن لبناني بحت”. وقد يترجم الاهتمام المصري قريبا وفق المصادر بزيارة موفد عربي وربما روسي ايضا لبيروت للمتابعة ووضع حد للانهيار الوشيك.