Site icon IMLebanon

ماذا بعد خروج باسيل من المعادلة الحكومية؟

أخيرا، بقّ رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل “البحصة” المنتظرة: “لا يهمنا أن نشارك في حكومة تكنوقراط كالتي يطرحها الرئيس سعد الحريري”. في ما يمكن اعتبارها نتائج فورية لهذا الموقف “القوي” من تكتل لبنان القوي، أمران يبدوان أكيدين: انتهت التسوية الرئاسية والحريري لن يكون مرشح “لبنان القوي” للعودة إلى رئاسة الحكومة. لكن قراءة متأنية لما بين سطور هذا الكلام العالي السقف من باسيل، تفيد بأنه لا يخلو من الرسائل السياسية المشفرة في اتجاه بيت الوسط، ليس أقلها إعادة إحياء المعادلة الشهيرة القائمة على عودة الحريري مقابل عودة باسيل إلى الحكومة، وفي ذلك رد عوني مبطن على الكلام عن أن الحريري مصر على حكومة اختصاصيين خالية من الوجوه السياسية التي يراها الشارع اللاهب استفزازية، وبينها باسيل تحديدا.

إلى ذلك، يضاف “القبول البرتقالي”، وإن متأخرا، بحكومة اختصاصيين، بعدما كان يريد فريقا تكنو-سياسيا على اعتبار أن وضع البلد يحتاج إلى قرارات ذات طابع سياسي قد لا ينجح الاختصاصيون غير المعتادين على المعترك السياسي في اتخاذها. إلا أن هذا القبول مشروط بغياب الحريري عن التشكيلة، ما دفع البعض إلى اعتبار أن بقاء العونيين خارج الحكومة الجديدة ليس إلا محاولة لتصفية حساب مع الحريري، خصوصا الاستقالة “المباغتة” وبعد احتراق ورقة تكليف سمير الخطيب من على منبر دار الفتوى تحديدا. أمام هذه الصورة، أي تيار عوني هو الذي يفاخر بانتقاله إلى المعارضة في عهد مؤسسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحديدا؟ من هو المرشح البرتقالي لرئاسة الحكومة الجديدة؟ وماذا بعد الاجهاز النهائي على التسوية الرئاسية؟

في محاولة للإجابة عن هذه التساؤلات، أشارت مصادر في تكتل “لبنان القوي”، عبر “المركزية”، إلى أن “التيار نسج تفاهمات مع الجميع ليصل العماد عون إلى الرئاسة. والأمر ينطبق اليوم على من يريد أن ينال منصب رئيس الحكومة. عنواننا في مركز ميرنا الشالوحي معروف، علما أننا لا نتعاطى مع الملف بسلبية”.

وفي ما يخص المرشح الذي سيسميه التيار في استشارات التكليف الاثنين المقبل، كشفت المصادر أن “التكتل سيعقد اجتماعا الأحد أو الاثنين لاتخاذ قرار في هذا الشأن”، مشددة على “أن منطقيا، لن نسمي الحريري، خصوصا إن أبقى على أدائه المعتمد راهنا”.

ولفتت إلى “أننا اعترفنا بوضوح للحريري الخميس بحقه في تسمية الاختصاصيين في الحكومة العتيدة حفاظا على الميثاقية”، مشددةً على “أننا لا نصفّي أي حسابات سياسية مع الرئيس الحريري شخصيا، علما أنه لم يسجل إنجازات بوجود أشخاص نثق بهم. وهذا يعني أمرين، إما أن إدارة الحريري كانت سيئة، وإما أنه كان يمنعنا من تسجيل الانجازات”.

وفي ما يتعلق بشكل الفريق الوزاري العتيد، أوضحت المصادر أن “التيار أصدر بيانا طالب فيه بتشكيل حكومة من اختصاصيين تسميهم القوى السياسية، فيما حزب الله يدعم خيار الحكومة التكنو-سياسية، إلى جانب المطالبين بحكومة تكنوقراط مستقلين عن السياسيين”، مشيرة إلى أن “التيار قال إن الحكومة يجب أن تكون مدعومة من المجلس النيابي وتتمتع بالغطاء الشعبي، لتتمكن من اتخاذ القرارات المطلوبة، وإلا فإن مصيرها سيكون الفشل”.

وعن انتقال التيار العوني إلى المعارضة في عهد مؤسسه الرئاسي، أشارت المصادر إلى “أننا لا نتحدث عن فترة عادية، ولم نقل إننا ذاهبون إلى المعارضة، بل شددنا على الميثاقية ومن يسمي الوزراء الاختصاصيين، وقد قال الوزير باسيل إن لا مشكلة لدينا في أن يتمثل الحراك في الحكومة”، متسائلة: “ما الذي يمكن أن نقدمه أكثر مما فعلنا”؟

ولفتت إلى “أن الحريري يريد الحكومة العتيدة حكومة وحدة وطنية على أن تتخذ قراراتها بالإجماع، وهذا تعطيل للتصويت في مجلس الوزراء”، مذكّرةَ “منتقدي التيار” بـ”الإصرار على الإجماع حول المرشح الرئاسي العماد عون بناء على موافقة الجميع”، مشيرةً إلى “أننا نسجنا تفاهمات عريضة في البلد قبل ذلك”.