رفض الامين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله تشكيل “حكومة لون واحد” في لبنان ان كان من فريقه او من الفريق الاخر لانه “غير مناسب ولا يخدم الوحدة الوطنية ولا يساهم في انقاذ البلد”، معتبرا ان “عملية التأليف لن تكون سهلة”. واكد ان “الحزب” مصرّ على مشاركة “التيار الوطني الحر” كما “تيار المستقبل” في الحكومة، مشيرا الى ان “خيار ترؤس الحريري للحكومة لا يزال مطروحا انما عليه ان يحلحل الامور قليلا وخيار تسمية الحريري لرئيس حكومة ما زال مطروحا أيضا”.
وذكّر نصرالله انه “منذ الأيام الأولى للاحتجاجات، قال في الموضوع الحكومي كلاما واضحا وهو أننا لا نوافق على استقالة الحكومة، ومن جملة الأسباب التي ذكرتها هو إذا استقالت الحكومة فإن تشكيل أخرى سيأخذ وقتا والوضع في لبنان لا يحتمل الفراغ”، معربًا عن امله بأن “يتم تكليف من تختاره الأغلبية النيابية، وكل الوقت الذي ضاع ضاع من وقت اللبنانيين لكن عملية التأليف لن تكون سهلة”.
ولفت الى ان “ما اقترحته في الأيام الأولى هو أن تبقى الحكومة وأن تبقى الاحتجاجات في المقابل، لأن ذلك كان من الممكن أن يشكّل عامل ضغط على الحكومة للقيام بإجراءات إصلاحية وتدابير فاعلة، ولتحقق الكثير لمصلحة الشعب اللبناني كما حصل في وقت قياسي وهو موازنة من دون ضرائب”.
نصرالله قال انه “عندما استقال رئيس الحكومة البعض اعتبر أن هذا انتصارا للحراك، لكن في طبيعة الحال هذه الاستقالة أدت إلى ضياع الوقت وفقدان الجهة وتعطيل المؤسسات التي يجب أن تقوم بالإصلاحات وأن تصغي إلى نداء الناس”، مشيرا الى ان ” الأمر ازداد سوءا منذ استقالة الحكومة من غلاء في الأسعار وفقدان للكثير من السلع وتهديد الناس بالبنزين والخبز والدواء وتسريح عمال وزيادة في البطالة وأزمة مصارف وصدام في الشارع وضرب موسم الأعياد، ولو بقيت الحكومة لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن”.
وعن خيارات تشكيل الحكومة، ذكر نصرالله ان “الخيار الأول كان الذهاب إلى تشكيل حكومة من لون واحد، وهو أن تشكل “الحزب” و”أمل” و”التيار” و”المردة” وغيرها من الحلفاء تشكيل حكومة من لون واحد لتحمّل المسؤولية، في فريقنا السياسي كان رأيان، أحدهما يريد الإقدام على هذه الخطوة وأحدهما ضد هذا الخيار ونحن في “الحزب” و”أمل” موقفنا كان مخالفا لتشكيل حكومة من لون واحد كما انه “في المجلس النيابي السابق كانت الغلبة النيابية للفريق الآخر، وفريقنا كان يطالب ذاك الفريق بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وعندما أصبحنا غالبية نيابية لا يجوز أن نذهب إلى حكومة لون واحد، فما نطلبه من غيرنا يجب أن نلتزمه نحن”.
واوضح “اننا في وضع اقتصادي هو الأخطر في تاريخ لبنان، وبالتالي هو يحتاج إلى استقرار داخلي وهذا ما لا يمكن أن تواجهه حكومة من لون واحد”، لافتا الى ان “الجميع يتحمل مسؤولية الوضع الحالي، وأي حكومة عليها أن تقوم بإجراءات غير شعبية، ما يعني أن أي حكومة من لون واحد ستأخذنا إلى مواجهات ومزايدات نحن بغنى عنها”.
أما الخيار الثاني حسب نصرالله “فهو حكومة من لون واحد آخر، أي أننا نحن كحزب و”أمل” و”التيار” والحلفاء ألّا نشارك في الحكومة فيما يشكّل “المستقبل” وحلفاؤه حكومة وليتحمّلوا مسؤولية الانهيار، لكن هذا ما لا نوافق عليه لأن المسؤولية الوطنية تقتضي بأن يتحمل الجميع المسؤولية لا البحث عمن يتحمل المسؤولية وحده”.
ولفت الى ان “الخيار الثالث هو حكومة برئاسة الرئيس الحريري وهو ما نوافق عليه، وهذا ينسجم مع مواقفنا، لكن هذا الخيار لم يتحقق لأن الرئيس الحريري طرح مجموعة من الحلول وجد فريقنا السياسي بعضها غير صحيح وبعضها إلغائيا، ما أدى إلى الانتقال إلى الخيار الرابع”. واوضح ان “الخيار الرابع كان أن يختار الحريري اسما لرئاسة الحكومة لما يمثّله في الطائفة السنية، ونحن وافقنا على هذا الخيار، فطُرح أولا اسم الصفدي ووافقنا، وبعدها عُرض اسم بهيج طبارة ووافقنا أيضا، ثم عُرض اسم ثالث وهو الأستاذ سمير الخطيب ونحن وافقنا لكنه سقط في الساعات الاخيرة”.
وذكر ان “الخيار الثالث ما زال مطروحا لكن على الحريري أن “يحلحل” قليلا في شروطه”، لافتا الى ان “الخيار الرابع لا يزال مطروحا أيضا وليتم التوافق على اسم جديد”.
واوضح نصرالله انه “كما رفضنا غياب “المستقبل” عن الحكومة، لا نقبل أيضا بألّا يشارك “التيار الوطني الحر”، معربًا عن امله “أن يحصل التكليف يوم الاثنين لمن يحظى بالغالبية النيابية”. ولفت الى ان كتلة “الوفاء للمقاومة” تحدد موقفها الاثنين.
وشكر “من لا يزال صابرا على قطع الطرقات، والناس عانوا من إذلال وصعوبات ومخاطر وسقوط شهداء بسببها إلا أنهم صبروا وتحملوا”، ودعاهم “إلى المزيد من الصبر، وبالتأكيد كان هناك من يريد الفوضى من وراء ذلك”. واوضح: “نحن ذاهبون إلى الحل ونأمل أن بذلك تنتفي الحاجة لمن يقطع الطرقات إلى أن يفعل ذلك، ونقدّر أن الناس لم يذهبوا إلى الصدامات”.
ولفت الى ان “الحزب” و”أمل” لم يديرا شيئا في الشارع بل شكّلنا لجانا لضبط الشارع، لكن في بعض الحالات كان الغضب خارج السيطرة وعملنا إلى إعادتها إلى دائرة السيطرة”، داعيًا “الناس إلى المزيد من الصبر والتحمل والحفاظ على الهدوء وعدم الانجرار إلى أي توتر، فهذا ليس من مصلحتنا بكل صراحة، وهذا ما اتفقنا عليه مع الرئيس بري”. واوضح انه “يجب ألّا نعطي الخصوم والأعداء أي فرصة للإساءة إلينا، وأؤكد أن “الحزب” و”أمل” لم يتخذا قرارا في أي تحرك في الشارع، وعندما نريد النزول فذلك يتم بصراحة”. كما دعا “الجيش إلى الإسراع في فتح أي طرقات يتم قطعها وعدم الانتظار ساعات”.
وطالب بأن “تتحمل حكومة تصريف الأعمال مسؤوليتها في الوضع المعيشي، كما أن على الناس تحمل مسؤوليتها في التكافل الاجتماعي”. وشدد على ان “الوضع لا يحتمل رفع الأسعار ورفع الأرباح بل الوضع يحتاج إلى تكافل الجميع لأن الانهيار الاقتصادي سيطال الجميع وكل البلد سيتأثر بشكل قاس بهذا الانهيار، لذلك لا يجوز رفع الأسعار والعمل على رفع الأرباح”.
الى ذلك، قال نصرالله ان “الأميركيين يريدون تصفية حساباتهم وحسابات إسرائيل مع “الحزب” لا تضامنا مع اللبنانيين، ونقول بكل فخر إن “الحزب” خطر حقيقي وأول على إسرائيل”، مضيفًا: “نعرف أن الدولة اللبنانية وحدها بمعزل عن المقاومة لديها صعوبات في مواجهة إسرائيل”.
واضاف: “الأميركيون والإسرائيليون عجزوا خلال عقود على معالجة ما يعتبرونه خطرا وهو المقاومة، وبسبب عجزهم قالوا للشعب اللبناني “تفضلوا لمعالجة هذا الخطر ونحن نساعدكم”، هذه ليست مساعدة بل هذا ابتزاز يمارسونه على الشعب اللبناني لمعالجة هذا الأمر”.
وعما نقل عن مسؤول في الحرس الثوري الايراني، ذكر نصرالله ان “هناك بعض الجهات الخارجية والخليجية يعمل على فبركة تصريحات لمسؤولين إيرانيين أو فبركتها، إلا أن عند التدقيق نجد أنه لم يقل شيئا أو أنه قال لكن تم تحريف الكلام، وذلك هدفه استفزاز اللبنانيين”. واوضح انه “عطفا على ما قاله أحد الإخوان في الحرس الثوري، اتصلنا بهم للتأكد من التصريح وأكدوا ألّا شيء من هذا القبيل، وحتى في النص الأصلي الفارسي لا وجود لكلمة لبنان من الأساس كما أشيع”.