كتبت ماريانا معضاد في “الجمهورية”:
العيون والجفون تعكس تعبيرات وجهنا وحالتنا النفسية والمزاجية والجسدية أيضاً. فالجفون المترهلة قد لا تشكّل مشكلة جمالية فقط، لأنّها تخفي تعبيرات وجوهنا وتجعلها تتسم بالإرهاق والتعب والحزن، حتى لو لم تكن هذه هي مشاعرنا الحقيقية.
تضيف الجفون المرتخية مشكلة صحية إلى المشكلات الجمالية والنفسية التي تسببها، وهذا لأنّها تخفي جزءاً من محيط الرؤية، وقد تتحوّل هذه المشكلة إلى أزمة كبيرة عند قيادة السيارة أو التعامل مع بعض المعدات والآلات الكهربائية، ما قد يشكّل خطورة على الحياة. فلم يعد ما يدعو للدهشة أن يلجأ العديد من الرجال والنساء إلى طبيب التجميل لحل مشكلات ارتخاء جفونهم، لتصبح عمليات تجميل الجفون من أشهر العمليات على مستوى العالم أجمع.
في حديث لـ»الجمهورية»، تناول الدكتور رمزي علم الدين، اختصاصي جراحة تجميلية وترميمية للعين والوجه، وأستاذ مساعد ورئيس قسم جراحة العين والوجه في الجامعة الأميركية في بيروت، والمدير الطبي في عيادات طبية، عملية جراحية للجفن، وهي جزء مما يُعرَف باسم عمليات إعادة الشباب والنضارة للوجه، وعادة ما يبدأ الرجال والنساء في إجراء هذه العملية بعد سن الثلاثين.
عملية تجميل الجفون المعروفة باسم (Eyelid surgery، أو blepharoplasty) هي عملية جراحية تتمّ بغرض تحسين مظهر جفني العين، ويمكن إجراء هذه الجراحة إما لتجميل وشد الجفون العلوية، أو لشد الجفون السفلية فقط، أو لتجميل كلا الجفنين معاً.
بحسب د. رمزي، يمكن لجراحة تجميل الجفون أن تعالج المشكلات التالية تحديداً، وتخلصكِ من الآتي:
- الجلد المتهدّل أو المترهّل الذي يشكّل ثنيات وتجاعيد، تجعل الشكل الطبيعي للجفن العلوي يضطرب، وتؤدي أحياناً إلى اضطراب الرؤية.
- الترسبات الدهنية الزائدة التي تؤدي إلى انتفاخ الجفون.
- الأكياس والتجمعات الدهنية وانتفاخات تحت العين.
- تهدل الجفن السفلي الذي يكشف عن بياض العين أسفل الحدقة.
- الجلد الزائد والتجاعيد الدقيقة في الجفن السفلي.
بين التجميلي والطبي
وقال د.علم الدين: «يمكن أن تكون جراحة الجفن تجميلية أو طبية، أو الأمرين معاً. فيهدف تجميل الجفن إلى تحسين شكل الجفن، ويطلبها عادة الأشخاص الذين يعانون من جفن متدلٍ، أو من انتفاخ الجفن الأعلى أو السفلي بسبب تراكم الدهون. وأحياناً، يكون شكل العين غير صحيح • طرف الجفن متدلٍ مثلاً.
أما جراحة الجفن الطبية، فنلجأ إليها عندما يكون الجفن الأعلى متدلياً كثيراً ويؤثر على النظر وعلى حقل النظر، فينعكس على الحياة اليومية وعلى القيادة. كما قد يسبب ألماً في الرأس، نتيجة حاجة المريض الدائمة إلى رفع الرأس لتحسين الرؤية. ولأنّ هذه العملية أهدافها طبية وليس تجميلية، يغطي إجمالاً الضمان تكاليفها».
ولفتَ رمزي: «ما من عمر معيّن لإجراء العملية، بل إنّ انزعاج المريض من الأمر يدعونا إلى إجراء عملية تجميل الجفن. ولكن مع تقدّم العمر، يزداد طبعاً تدلي الجفن».
هل من مخاطر؟
وفقاً لد. رمزي: «إنّ مخاطر الجراحة بسيطة والعملية آمنة، ويستخدم الجراح عادةً بنجا موضعياً، ولا حاجة لبقاء المريض في المستشفى. ولكن ثمة مضاعفات محتملة، وهي نوعان:
- المضاعفات العادية: أي مضاعفات أي جراحة تجميلية، النزيف، والالتهاب، ونتائج غير مرضية (عدم تطابق العينين).
مخاطر خاصة بهذه العملية تحديداً: الخطأ أثناء الجراحة. من هنا تأتي أهمية اختصاص الطبيب الجراح. للأسف ما من قوانين كافية في هذا المجال في لبنان. فثمة الكثير من الأطباء غير المختصين يجرون هذه العملية، ما قد يؤدي إلى اقتراف الأخطاء. كما تؤدي إزالة جلد أكثر من اللازم مثلاً إلى عدم القدرة على إغلاق العين وعلى ترطيبها، وإلى التهابات، وقد تتأذى القرنية». وأضاف: «لكن لا مفرّ من احتمال حصول الأخطاء أثناء العملية حتى عند إجراء طبيب مختص هذه العملية. فضلاً عن ذلك، قد تؤدي هذه الأخطاء أيضاً إلى تشوهات، وتجورات في الجفن، أو حتى «عقيدات» بسبب طريقة خاطئة في وضع الدهن في الجفن.
في الواقع، محجر العين دقيق جداً، فهو مليء بالأعصاب والشرايين وغيرها. وأحياناً يحدث نزيف وراء العين أثناء العملية، ما قد يوصل المريض إلى فقدان النظر».
الجراحة التصحيحية
في حال إزالة جلد أكثر من اللازم من الجفن، شرح د. علم الدين العلاج الذي يخضع له المريض: «أولاً، نحقن في الجفن أدوية لمنع التليّف. وإذا بقي الجلد غير كافٍ، يحتاج المريض إلى جراحة ثانية. الجراحة التصحيحية صعبة، ولا سيما أنّ الجلد حول العين حساس. إذاً لا تكمن الصعوبة في إجراء العملية، بل بكيفية التعامل مع المضاعفات المحتملة. لذا من المهم أن يكون الجراح مؤهّلاً من الناحية الأكاديمية والتطبيقية».
هل تعلم؟
- لا تهدف عملية تجميل الجفن إلى تحويل ملامح المريض، بل إلى عكس آثار التقدّم في العمر مع الحفاظ على ملامحه الطبيعية.
- تجرى شقوق هذه العملية عادة مع منحنيات الجفن الطبيعية، أي من داخل الجفن، فلا تخلّف ندوباً ظاهرة.
- جراحة الجفن السفلي: يدخل الجراح من داخل الجفن ويسحب الدهن وينقله إلى الخد لتعبئة الفراغ تحت العين.
- جراحة الجفن الأعلى: يقيس الجراح الجلد الزائد بدقة، ويزيله مع التأكّد من قدرة الجلد الباقي على تغطية العين بالكامل، ثم يقتطع الدهون الظاهرة.
- مع التطورات الطبية، أصبح بمقدرة الجراح رفع الحاجب من الداخل ضمن عملية تجميل الجفن.
الوقاية
اختتم د. رمزي قائلاً: «لا مفرّ من الاستعداد الوراثي، ولكن يمكن اتباع بعض النصائح والعادات التي تساعد في تأخير رخو العضلة وتدلي الجفن:
- تجنّب النوم على الوجه،
- عدم التعرّض كثيراً لأشعة الشمس المؤذية للبشرة حول العين (لا سيما الأشعة ما فوق البنفسجية)،
- تجنّب الافراط بفرك العين وحكّها،
- الاهتمام بالصحة بشكل عام (حمية غذائية وأسلوب حياة صحيان)».