كتب عمر حبنجر في “الانباء الكويتية”:
غدا الاثنين لناظره قريب.. الاستشارات النيابية حاصلة، من حيث لم تظهر مؤشرات التأجيل، خصوصا بعدما وضع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أربعة خيارات للحكومة العتيدة: حكومة أكثرية للحلفاء، أو حكومة أكثرية للخصوم (أي حكومة اللون الواحد)، أو حكومة شراكة برئاسة الحريري، أو شراكة برئاسة من يسميه الحريري. نصرالله الذي يفضل الحريري، في كل خيار، استبعد الخيارين الأولين، أي حكومة اللون الواحد، وركز على الخيار الثالث، خيار الشراكة، أي التكنو-سياسية التي يرفضها الحريري، وتبقى حكومة من يسمي الحريري رئيسها، أي العودة الى ما قبل محمد الصفدي وبهيج طبارة وسمير الخطيب. على أن نصرالله اشترط على الحريري أن «يطريها شوي» بمعنى الخروج عن نطاق وزارة الاختصاصيين الذي يصر عليه، نظرا الى حاجة الحكومة العتيدة لثقة مجلس النواب المؤلف من قوى سياسية وحزبية فاعلة، وتبعا لرفض نصرالله استبعاد أحد، والمقصود التيار الحر. ومن المؤكد أنه اذا حصل التكليف غدا الاثنين فإن التأليف لن يكون طوع البنان، ما يستدعي، وفق نصرالله أخذ إجراءات تفعيلية لحكومة تصريف الأعمال.
الرئيس الحريري أوفد السبت مستشاره السياسي د.غطاس خوري، للقاء د.سمير جعجع وان هناك تفاهما عميقا بينه وبين جعجع، ثم أبلغ الصحافيين بعد الاجتماع، بأنه عرض على «الحكيم» موضوع الساعة الذي هو موضوع تسمية رئيس الحكومة. د.جعجع توسع في عرض الموقف بعد اللقاء متناولا تصريحات الأمين العام لحزب الله، بصورة ضمنية، حيث قال: نحن بحاجة الى سلطة تنفيذية تنقذ البلد، وسنشارك بالاستشارات لكن قرار تسمية الرئيس المكلف، الى الاثنين في اجتماع كتلة الجمهورية القوية، لكننا لن نشارك بالحكومة حتى ولو كانت حكومة اختصاصيين مستقلين، كما لن نقبل بحكومة تكنو-سياسية، وليتحمل كل طرف نتائج ما جنته يداه.
وتتزامن كل ذلك مع ارتفاع وتيرة العقوبات الاميركية على حزب الله، حيث صدرت بالأمس، دفعة جديدة من العقوبات طالت شخصيات وشركات لبنانية، بداعي غسل الأموال، ودعم حزب الله.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية ان العقوبات شملت كلا من صالح عاصي المولود في محلة الباشورة في بيروت عام 1960، وناظم سعيد احمد المولود عام 1963 المتهمين بغسل الأموال لصالح حزب الله والمحاسب طوني بطرس صعب المولود في بلدة تنورين التحتا في قضاء البترون عام 1977، وهو مقيم في بيروت.
وأشارت الخزانة الاميركية الى ان ناظم احمد، وهو تاجر ألماس يحمل الجنسية البلجيكية، قدم أموالا للسيد نصرالله شخصيا، وهو يعد من أكبر ممولي الحزب.
إلى ذلك، أفادت العديد من المواقع الاخبارية بأن شبانا موالين لحركة أمل وحزب الله حاولوا مساء امس اقتحام ساحة الشهداء وجسر الرينغ وسط بيروت. كما أوضحت أن عددا من أنصار الحزبين أقدموا على رمي الحجارة على بعض السيارات المتوقفة عند جسر الرينغ وباتجاه القوى الأمنية المتواجدة هناك، ما دفع قوات مكافحة الشغب إلى رمي القنابل المسيلة للدموع.
وقد تم تعزيز أعداد عناصر مكافحة الشغب المتواجدين عند الجسر لمنع التقدم باتجاه ساحة الشهداء، خوفا من وقوع اشتباكات كما حصل عدة مرات في السابق. وأفادت المواقع بأن حالة من التوتر تسود في الشوارع الفرعية المؤدية إلى وسط العاصمة.
من جهتها، أعلنت قوى الأمن الداخلي على حسابها على تويتر أن عناصر مكافحة الشغب تتعرض لاعتداءات ورمي حجارة ومفرقعات نارية من بعض الأشخاص. كما طالبت وقف هذه الاعتداءات وإلا فستضطر لاتخاذ إجراءات إضافية وأكثر حزما.
من جانبه، أعلن الصليب الأحمر عن «إصابة عنصر من قوى الأمن الداخلي خلال المواجهات على الرينغ وتم نقله الى المستشفى».
ويصل الى بيروت قريبا مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد هيل ليبلغ المسؤولين اللبنانيين موقفا مهما، وقالت المصادر المتابعة ان هيل سيلتقي كبار المسؤولين باستثناء وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل. وكان وزير الخارجية الاميركية جورج بومبيو اعلن وقوف بلاده الى جانب شعب لبنان في مكافحة الإرهاب والفساد، مؤكدا ان بلاده ستستخدم كل الإمكانات المتاحة في مواجهة حزب الله.
وحذر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، من خطورة استمرار الوضع الراهن في البلاد، مؤكدا ان لبنان يحتاج الى حكومة في اسرع وقت ممكن، لاسيما ان البلاد لا تتحمل اسابيع وليس اشهرا في الفراغ الحكومي في ظل التدهور الاقتصادي المتسارع، قائلا: «البلاد على أبواب ثورة جياع». وأشار بري، في حديث لصحيفة «النهار» امس، الى انه اذا استمر الوضع على هذا المنوال وبقيت الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء الجديد في موعدها (الاثنين) ومن دون التوصل الى مخرج مشترك، فإنه سيخرج على رأس الكتلة النيابية التي يترأسها (كتلة التنمية والتحرير) ويعلن من قصر بعبدا الجمهوري انه يسمي سعد الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة او من يسميه الحريري لهذا المنصب.