أكدت الجمعية الإيطالية لمعالجة الأورام Associazione italiana di oncologia medica خلال انعقاد اجتماعها السنوي في مدينة ميلانو أنه بالامكان استخدام المزيد من المركب المناعي بيمبروليزوماب Pembrolizumab من قبل مرضى السرطان، وقد ازداد عدد المرضى الذين يستخدمون من العلاج المناعيimmunotherapy الهادف إلى تحفيز و تقوية جهاز المناعة لدى هؤلاء المرضى، لمحاربة الخلايا السرطانية حتى في المراحل المبكرة من المرض.
وقامت الوكالة الإيطالية للدواء (آيفا) بتوسيع دائرة استخدام بيمبروليزوماب Pembrolizumab إلى أربعة أنواع أخرى من السرطان: سرطان الجلد، سرطان الرئة، سرطان الغدد الليمفاوية هودجكينغ و سرطانات المسالك البولية.
يحتل العلاج المناعي اليوم دورا هاما جدا على مستوى علاج عدد كبير من الأمراض ومنها السرطانية، حيث أثبت بيمبروليزوماب دورا بارزا في معالجة أنواع عدة من الأورام الخبيثة مثل أورام الكلية والرأس والعنق والمريء والمعدة.
وقد حاورت “الوكالة الوطنية للإعلام” عددا من كبار الاختصاصيين لمعرفة المزيد من المعلومات. وأوضحت الدكتورة مارينا غاراسينو، من المعهد الوطني للسرطان في ميلانو أن “أحد المؤشرات الجديدة هو استخدام هذا الدواء المناعي مع العلاج الكيميائي لسرطان الرئة غير الخلايا الصغيرة المنتشر حيث أظهرت الأبحاث أن هذا المزيج من الأدوية يضاعف فترة البقاء على قيد الحياة من دون ازدياد العوارض الجانبية المعهودة للعلاج الكيميائي. من هذا المنطلق تشدد الدكتورة غاراسينو على اهمية وضع استراتيجية علاجية تبدأ بالعلاج المناعي في الخط الأول، إما بمفرده أو في دمجه مع العلاج الكيميائي.
ويؤكد الدكتور ماريو ماندالا، من مستشفى البابا جوفاني الثالث والعشرين في مدينة بيرغامو أن العلاج المناعي للأمراض السرطانية في المراحل المتقدمة والمنتشرة، اعطى نتائج مهمة، ويساعد هذا العلاج على الحد من خطر تكرار المرض بعد العلاج ويحسن مدة البقاء على قيد الحياة. حتى حالات الشفاء النهائي وصلت الى نسبة عالية عند المرضى. اما بالنسبة إلى مرضى لينفوما هودجكينغ، فيقول: “أثبتت الدراسات ان هذا العلاج مفيد للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات الحالية، والذين يتجاوز عددهم ال 30%”.
بالنسبة لأورام الكلى و المسالك البولية والمثانة، أكد لنا البروفسور حسين جلوس اللبناني الاصل، مدير قسم الجراحة في مستشفيات سان ماتيو في بافيا، “أهمية استباق نشأة هذه الأمراض، من خلال الحد في التعرض الى المسببات و من أهمها عادة التدخين، وأهمية التطور في مجال علاجها إن من الناحية الجراحية وإن باستعمال العلاج المناعي خصوصا في حالات سرطانات الكلية والمبولة”.
وأشار البروفسور جلوس إلى أن “أعداد أمراض المثانة والكلية السرطانية في ازدياد مستمر في كل انحاء العالم نظرا الى ازدياد أعداد المسببات وأهمها التلوث عموما والتدخين خصوصا، وقد سجلت ايطاليا ما يقارب أكثر من 30 ألف حال خلال السنة الاخيرة. من هنا نثني على جهود الباحثين في مجال العلاج المناعي حيث أثبتنا أن بيمبروليزوماب قادر على زيادة عدد المرضى الذين تم علاجهم نهائيا من مرضهم”.