هل أنقذ موقف “القوات” الرئيس سعد الحريري من حكومة ضعيفة لا تحظى بالميثاقية نتيجة “مقاطعة” الكتل النيابية المسيحية ورئيس الجمهورية لها، فتُحدث المزيد من الانقسام الى جانب خلق سابقة في تاريخ الحكومات في لبنان؟ وما هو السيناريو المرتقب للايام او ربما الساعات القليلة المقبلة؟… الى اين؟!
فقد نقل مرجع نيابي مطلع على الاتصالات الجارية، ان الحريري كان في جو موقف “القوات”، حيث موفده الى معراب الوزير السابق غطاس خوري الذي عقد لقاء مطولا مع الدكتور سمير جعجع، خرج بهذا الانطباع ونقل الموقف الى الحريري، واعتبر ان الموضوع ليس تشفٍ ولا “ردة رجل” بشأن التعاطي مع ملفات سابقة، ولا حتى مرتبط حصرا بالميثاقية بل له علاقة بتحصين الحريري في حكومته.
وشرح المرجع عبر وكالة “أخبار اليوم” ان الحريري كان ليواجه صعوبة في التأليف لو تم “تكليفه اليوم على مضض” بحسب ما كان متوقعا، اذ ان هزالة الاصوات التي كان سيحصل عليها الحريري لن تجعله رئيس حكومة مرتاح، ناهيك عن ضغط الشارع.
وفي هذا السياق اشار المرجع الى ان بيان “القوات” الذي صدر فجر اليوم تحدث عن عدم تسمية احد وليس عن عدم تسمية الحريري، وذلك انسجاما مع موقفها الذي عبّرت عنه عند استقالة وزرائها، لافتا الى ان الحريري سيأخذ هذا البيان كنوع من حجة دامغة لتقوية موقعيته في حال سيصار الى تسميته مجددا.
وفي السياق عينه، تحدث المصدر عن عقبات اخرى، كانت حتى ساعات الصباح تعترض مسيرة الحريري، من ابرزها: عدم وضوح موقف “حزب الله” من تأليف حكومة مستقلة بشكل كامل بل يفهم من قيادييه انه مصر على ان يتمثل سياسيا فيه.
هذا الى جانب ما تردّد عن عدم مشاركة رئيس الجمهورية، حيث اوضح المصدر انه في حال شكل الحريري حكومة دون تمثيل سياسي لكل من حركة “امل” او “حزب الله” و”التيار”، فهل يمكن ان تنعقد جلسات مجلس الوزراء كافة دون ان يرؤس رئيس الجمهورية اي منها، وبالتالي كان مثل هذا الامر سيؤدي الى “انسلاخ” السلطة التنفيذية عن موقعيتها الاساسية، الامر الذي كان سيشكل سابقة في تاريخ الحكومات في لبنان، الامر الذي كان سيحمّل الحريري تداعيات تأليفه حكومة غير ميثاقية وممارسة نشاطها بشكل غير دستوري ايضا.
وتابع: كل هذه المعطيات دفعت الى تأجيل الاستشارات التي كانت مقررة اليوم، لكن هذا لا يعني ان الخميس سيكون حاسما.
وهنا، كشف المصدر انه انطلاقا من التطورات الاخيرة، هناك مسعى يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري لاقناع التيار “الوطني الحر” بتسمية الحريري، لكن النجاح غير مؤكد.
وقال المصدر: اذا فشل هذا المسعى بمعنى انه لم تتغير خارطة التكتلات التي ستسمي الرئيس المستقيل، يكون الحل بان يحمل الحريري الملف الى رئاسة الجمهورية ليزكي اسم شخصية سنّية تنال موافقته ورضاه، وهذا ما هو حاصل فعليا في دوائر بيت الوسط حيث تتم جوجلة 3 اسماء، على اساس الاسم الذي سيختاره الحريري تحصل الاستشارات الخميس المقبل.