كتبت رندة تقي الدين في صحيفة “نداء الوطن”:
جدد الأحد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان نداءه التحذيري إلى السلطات اللبنانية، مشيراً عبر إذاعة “فرانس انتير” إلى أنّ “على السلطات اللبنانية التحرّك بسرعة وإنهاء الأزمة التي تشل البلد على خلفية الاحتجاجات الشعبية لأن وضع البلد مأسوي”.
وقال مصدر دبلوماسي متابع للملف اللبناني إنّ “الأسرة الدولية مستاءة جداً من السلطات اللبنانية بسبب سلوكها المجرم بحق البلد”، لافتاً إلى أنّ “الدول التي اجتمعت لمساعدة لبنان ترى أنّ المماطلة في اتخاذ القرارات غير مقبولة لا سيما أنّ الوضع الاقتصادي على وشك الانهيار”.
وأضاف المصدر: “الأسرة الدولية لا تفهم لماذا يتمسّك الرئيس سعد الحريري بمنصبه في حين أنّ “حزب الله” يختلف معه حول صيغة الحكومة”، واصفاً “لعبة وزير الخارجية جبران باسيل بالانضمام الى صفوف المعارضة بـ”الكذبة الكبيرة” لأنّه لا يمكن لحزب رئيس جمهورية أن يكون في المعارضة وبالتالي هي مناورة من باسيل لمنع الحريري من العمل”.
وتابع المصدر أنّ “الحريري لم يحصل على الدعم الدولي لأنّ الأسرة الدولية سبق وأبلغته ما عليه القيام به ولم يقم بذلك. وهي تعتبر أنّ القوى السياسية اللبنانية تتمسك بالسلطة ولا تبالي بوضع البلد، وهذه حسابات صغيرة تخبّئ خلفها شؤوناً أخرى. وهناك انتقاد شديد اللهجة من الدول الأعضاء في مجموعة الدعم للبنان تجاه كل القوى السياسية بمن فيهم الرئيس الحريري”.
أضاف: “ترى الأسرة الدولية أنّ الحريري أعلن قبل استقالته أنه لن يبقى إلا إذا كان لديه دعم دولي مضمون وهو الآن يسعى إلى تأليف حكومة من دون أن يحصل على هذا الدعم الدولي وهو لن يحصل على شيك على بياض. وترى الأسرة الدولية أنّ الكرة باتت في ملعب السلطات اللبنانية”.
ويرى أنّ الوضع في لبنان قد يستمر لأشهر و”لكن الخوف يكمن في انفجار الشارع لأنّ المواطنين يعانون من صعوبات مالية خطيرة؛ بسبب تسريح العديد من الموظفين واقفال عدد كبير من المؤسسات والشركات والتضييق النقدي الذي تمارسه المصارف على السيولة”.
وقال المصدر إنّ “الأسرة الدولية تدعو القوى اللبنانية إلى تأليف حكومة ذات مصداقية، إلّا أن تفاصيل هذه الحكومة ونوعيتها وأسماءها هي شأن داخلي لا يفترض بأي دولة أخرى التدخل فيه”. ويرى أنّه “رغم أنّ كل الطبقة السياسية خاسرة بسبب الأزمة والسلوك الحاصل، إلا أنّ مخاوف “حزب الله” أقل من غيره لأنّ لديه إمكانيات مزدوجة وإذا سادت الفوضى في البلد ستطاله أقل من غيره علماً أنها تؤثر عليه، ولكن في الوقت نفسه هو لا يظهر أي ليونة. ومنذ البداية يعتبر “حزب الله” أنّ الحريري يراوغ وأنه سيتنازل في النهاية”.
وختم المصدر أنّ “هذه الألاعيب والحسابات السياسية ستؤدي بالبلد إلى الخراب والانهيار. أما باسيل فلا يزال عند موقفه القاضي بأن عودة الحريري لا يمكن أن تحصل من دونه لكي لا يتم تصويره وكأنه وحده الفاسد. فهو ينقل حزبه إلى المعارضة وهذه معادلة لا معنى لها لأنّه أساء التصرف وهو غير مستعد لتحمّل النتائج. فالأسرة الدولية مستاءة جداً وخاب أملها بشكل كبير من عدم تحمّل السياسيين المسوؤلية”.