كتب رمال جوني في صحيفة “نداء الوطن”:
تحرك اهالي الدوير أمس رفضاً لتقنين اشتراك المولدات الكهربائية، فيما طالب “حراك النبطية” بالإسراع في تشكيل الحكومة، وبين “الحراكين” رابط مشترك هو الوجع تحت وطأة الأزمات.فيما كان أهالي الدوير يطالبون بفك ارتباطهم باشتراك “طهماز” الذي يتحكم بكهربائهم، كان محتجو النبطية يطالبون بالاسراع بتأليف حكومة تضع حداً للأزمات التي تجتاح البلد.
فكيف بدا مشهد النبطية يوم “أحد الضغط الشعبي”؟
تحرك حراك النبطية على خط الضغط، “فالبلد لم يعد يحمل مماطلة أو تسويفاً”. عشرات المحتجين من النبطية وقراها يؤازرهم بعض “الثوار” من البقاع، خرجوا في تظاهرة حاشدة انطلقت من دوار كفررمان باتجاه النبطية وشوارعها الداخلية، رفعوا شعار “لا لاضاعة الوقت على الوطن”، حملوا العلم اللبناني في وجه كل من يحاول اغراق مطالبهم في وحول السياسة.
شقت التظاهرة طريقها باتجاه النبطية على وقع الهتافات المطلبية “ارحل يا حاكم مصرف”، “لا لكل الطبقة السياسية، لا لنفس الوجوه التي تتقاسم الحصص ولا تتقاسم هموم الناس”. كانت لاءات المحتجين تعلو على وقع صرخات الناس المطالبة بابسط حقوقها، حلّ معضلة المصارف التي تسيء للناس وتذلهم، ووضع حد لغلاء السلع الاستهلاكية، لينتهي بهم المطاف في رسالة موحدة “بيكفي”.
الملفت، رفض المحتجين “عودة اي وجه شارك في سرقة البلد”، تقول سابين: “كلهم سرقونا وشاركوا في ايصالنا إلى الخطّ الأحمر، لن نقبل بعودتهم”. طلبهم موحّد: حكومة من الاختصاصيين القادرين على انتشال البلد من مأزقه، لأن “البلد ينهار ويجب أن ننقذه عبر شخصيات نظيفة الكف” كما يقول يوسف.
الى ذلك، من المتوقع أن ترفع ساحة حراك النبطية شجرة الميلاد رمزاً للعيش المشترك والمحبة.
وكان عدد من أهالي الدوير رفعوا صرختهم باتجاه صاحب اشتراك مولدات “طهماز” الذي يعتمد نظام تقنين قاسياً، مع فاتورة مرتفعة تعتمد نظام “المقطوعة” تصل الى 110 آلاف ليرة للـ5 امبير، وهي فاتورة مرتفعة نسبياً، مقارنة مع باقي الاشتراكات.من أمام مركز البلدية رفع الأهالي صرختهم “أعادونا الى الشمعة في عصر التكنولوجيا والتطور والعصر الرقمي، لأن صاحب الاشتراك يقطع الكهرباء بحجة انّ المولد عاطل عن الخدمة”. بهذه الكلمات تشير احدى السيدات الى واقع الأزمة التي ترزح تحت وطأتها الدوير منذ اكثر من سنة، من دون أن تخضع المشكلة لأي حل او علاج، فيما وقع الاهالي ضحية غياب مولد آخر يلجأون اليه، ما اعطى طهماز بحسب الاهالي حظوظاً اكثر بالتحكم “برقابهم”.تشرح أم علي واقع المشكلة “يبتزنا، يقطع الاشتراك لساعات، ويريد ان يتقاضى المقطوعة كاملة، وجهنا عدة انذارات، ولكن لا آذان صاغية، لذا نطلب من البلدية ان تتدخل، لان الوضع لم يعد يحتمل”.
هي صرخة يطلقها اهالي الدوير، لربما هناك قرى تعاني الوجع نفسه. كل ذلك يستدعي تدخل الدولة للجم هذا الاحتكار والتعامل معه على انه من اخطر ملفات ابتزاز الناس في ظل غياب الكهرباء.