فعل “المشاغبون” فعلتهم في طرابلس، مع بزوغ الفجر، وأحرقوا شجرة الميلاد فيها، واستحضروا الخطاب الطائفي والمذهبي، لكنّ اهل المدينة تمكّنوا سريعاً من احباط محاولات تشويه صورة المدينة بتمسكهم بالعيش المشترك. مشهد حرق الشجرة استفز اللواء اشرف ريفي، الذي وجّه أصابع الاتهام الى “حزب الله”، وقال: “اذا كان “حزب الله” يعتقد انه يخيف الثورة بالفوضى وبالحرب الأهلية، وقد حاول اعطاء نماذج عن هذا الامر عبر سلوكياته ويحاول التبرؤ منها والتذاكي علينا، او يخيف الثورة بحرب مذهبية فهو مخطئ كثيراً، واذا كان يسعى إلى تشكيل حكومة على وقع هذه المخاوف والغاء الثورة، فهو مخطئ كثيراً ايضاً. فالثورة نبض حياة وروح اللبنانيين وتطلعاتهم وعلة وجود الوطن. على “حزب الله” ان يعيد حساباته، فلبنان لن يكون تبعية لايران ولن يقبل ان يعمّ الفساد كما هو حاصل، من دون اجراء اي محاسبة والاموال المنهوبة منه ومن غيره ستُستعاد، والشعب اللبناني اعطانا املاً كبيراً جداً. المخاض طويل لا شك، لكن النور سيخرج حتماً في نهاية النفق”.
يعتزّ ريفي بأنه ابن طرابلس ويفاخر بأنها العاصمة الثانية للبنان، ويعتبر أن “الثورة خدمت المدينة حين أظهرت في غضون ايام أن الوجه الحقيقي لها هو العيش المشترك في مدينة وطنية لبنانية تنبض بالحياة، مدينة الشجاعة والموقف الشجاع”.
ويقول ريفي لـ”نداء الوطن”: “لا شك في ان الثورة تتعرّض لخطر من الثورة المضادة. حاولوا اخافتنا امس من الفوضى والحرب الاهلية، واليوم، اطلّوا علينا بنغمة جديدة، نغمة النزاع السني ـ الشيعي والحرب المذهبية، لكن الثورة اكبر من هذه الامور، هي الجيل الواعد والواعي، فوق الطائفية والمذهبية والحزبية ولا خوف عليها”.
ويضيف: “رأينا في طرابلس ظواهر مخيفة، فالى اين يأخذون المدينة الوطنية؟ فعيشها المشترك جزء من صورتها وشجرة الميلاد اساسية عندنا، من هنا جاء إصرارنا، وقبل انتهاء جولات العنف السابقة في المدينة على اضاءة اول شجرة ميلاد بعد الاحداث، وكان لي شرف رعاية حفل إضاءتها لسنتين متتاليتين لتصبح تقليداً متبعاً”، وشدد على أن “الثورة تعد اللبنانيين بجمهورية نموذجية. ولا احد يستطيع تحويل طرابلس ساحة بريد للثورة المضادة، ويدركون تماماً ان كل شعبها مع الثورة الحقيقية، وكذلك لا احد يستطيع استغلال الامر لتحقيق اعتبارات شخصية تتعلق بتشكيل الحكومة او بأي امر آخر”.