بعد مرور 3 سنوات على التسوية الرئاسية التي حصلت عام 2016 وأدّت الى انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية، وعلى وقع ثورة 17 تشرين الأول حيث انتفض الشارع على الطبقة السياسية برمّتها رافعًا شعار “كلن يعني كلن”، تهاوت التسوية وتداعت بالضربة القاضية بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري عن تشكيل الحكومة ولم يبق منها صامدًا إلا الرئيس عون، علمًا أن هذه التسوية كانت تقوم على أن يرأس الحريري كل حكومات العهد العوني، فما مصيرها في المرحلة المقبلة؟
النائب السابق فارس سعيد قال لـ”المركزية”: “يبدو أن الأمور متجهة نحو تسمية حسان دياب لرئاسة الحكومة، لكنّ الموضوع لم يعد يتمحور حول دياب، إنما حول السؤال التالي: إذا خرج سعد الحريري من السراي، هل يجب أن يبقى الرئيس ميشال عون في بعبدا؟”.
وأضاف: “الموضوع ليس نجاح دياب أو فشله، وهل يشكل دياب أم لا يشكل، إنما الموضوع هو أن أحد البنود الأساسية لهذه التسوية كانت قائمة على أن عون في بعبدا والحريري في السراي، خرج الحريري من السراي، فهل سيخرج عون من بعبدا، هذا سؤال ستطرحه شريحة واسعة من اللبنانيين”.
واعتبر سعيد “أن المشكلة أصبحت هنا وانتقلنا من أزمة حكومة، التي انحلت شكلا بفوز حسان دياب إلى أزمة حكم”، لافتًا إلى “أن العقدة الحقيقية هي هل يمكن أن يبقى ميشال عون في سدة رئاسة الجمهورية بعد خروج سعد الحريري؟ وهل يكتفي سعد الحريري بأن ثمن خروجه كان خروج جبران باسيل؟ هل لعبة الأحجام تضع الحريري في مواجهة جبران باسيل في ميزان القوى أو الحريري هو في ميزان قوة رئيس آخر اسمه ميشال عون؟ هذا سؤال سيطرحه اللبنانيون بشكل واسع ابتداء من اليوم وسيطرح في كل مرحلة بعد تسمية حسان دياب ومن بعد تشكيل الحكومة فإذا نالت الثقة السياسية هل تحوذ على الثقة في الشارع”.
ورأى أن “قبل هذه التسمية كان ربما هناك فريق مسيحي يحيّد ميشال عون، وفريق عريض يقول إن الأزمة هي أزمة حكومة تكنوقراط أم غير تكنوقراط، سياسية أم غير سياسية، أما وقد خرج الحريري من السراي أما حان الأوان أن يخرج عون من بعبدا؟ هنا السؤال”.
وهل نحن أمام انقسام عمودي وأمام 8 و14 آذار مجددًا، أجاب: “كلا. لأن إذا كان السؤال الحقيقي هو مع وضد عون، فما هو موقف القوى المسيحية من هذا السؤال؟ ما هو موقف وليد جنبلاط و”المستقبل” والثنائي الشيعي؟ ما هو موقف الشارع والرأي العام العريض الذي تجاوز مع كفررمان وطرابلس وبعلبك وجل الديب التقسيمات الطائفية؟ هل يمكن أن يبقى عون في بعبدا بعدما خرج الحريري من السراي وسقطت التسوية عمليًا؟
وختم سعيد: “تسوية 2016 سقطت مع سقوط رمز من رموزها”.