كتبت منال زعيتر في “اللواء”:
اذا سألت عن الرئيس سعد الحريري في اروقة الثنائي الشيعي لسمعت الثناء والشكر ينهال على الرجل مثل زخات المطر!…
الحريري وفقا للثنائي «سلفنا موقفا ثمينا يقاس بميزان الذهب حين شارك في الاستشارات النيابية لاختيار رئيس للحكومة، وامتنع عن تسمية سفير لبنان السابق في الامم المتحدة نواف سلام، مما ساهم في افشال مخطط اميركا الفتنوي عشية وصول مبعوثها الى لبنان».
لم يكن صعبا الاستنتاج ان الحريري ابرم تسوية كاملة مع الثنائي الشيعي لتصل الامور الى تكليف وزير التربية السابق حسان دياب بتأليف الحكومة… وتقول المعلومات انه عشية التكليف، استمرت المفاوضات بين الحريري والثنائي الشيعي حتى ساعات الصباح الاولى، وكانت تدور حول ثلاثة خيارات اما تكليف دياب او اعادة تكليف الحريري او تأجيل الاستشارات.
الجزء الاخر من المفاوضات، كان في الاتفاق مع الحريري على عدم تسمية كتلة المستقبل السفير نواف سلام تحديدا، بموازاة تأمين نصف تغطية لتكليف دياب من خلال المشاركة في المشاورات والامتناع عن تسمية اية شخصية سنية في مواجهته، وهكذا كان.
اما الجزء الاهم من التسوية الحكومية بين الثنائي الشيعي والحريري، كان في التزام الثنائي ولو بشكل غير مباشر بعودة الحريري مجددا الى رئاسة الحكومة سواء اذا فشل دياب في مهمة التأليف او بعد انقضاء ولاية حكومته الانقاذية، حسب توصيف المصادر، التي يرجح ان تستمر حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون.
بناء على ما تقدم، يكون الحريري قد شارك بشكل كامل في تسوية انضاج تكليف حسان دياب لرئاسة الحكومة, اكثر من ذلك فان الحريري اعطى ضمانات للرئيس بري بتسهيل امر تأليف الحكومة الجديدة الى اقصى الحدود، وبخلاف ما يقال، فانه اذا كتب لدياب تأليف الحكومة، فان تيار المستقبل وفقا لمعلومات المصادر سوف يشارك بها ويؤمن لها التغطية الميثاقية اللازمة في المجلس النيابي.
اما عن ثمن التسوية الحكومية، فان الحريري ضمن موقعه في رئاسة الحكومة او على حد التعبير الحرفي للمصادر «محلو محفوظ» متى اراد العودة، في حين ان الخارج ابدى استعداده للسير بدياب مقابل تسهيل «محور الثنائي» للمفاوضات في بعض الملفات الاقليمية في العراق وسوريا واليمن، وفي هذا دلالة واضحة الى تقدم المفاوضات الايرانية مع كل من الرياض وواشنطن.
عليه، من غير المستغرب ثقة مصادر الثنائي الشيعي بامكانية توصل دياب الى تأليف الحكومة، لا سيما انها لمحت بشكل غير مباشر اكثر من مرة الى ان ثمة تجاوبا «دولي – اقليمي – عربي» للسماح للرجل بالوصول الى السراي الحكومي، كاشفة عن ان فرنسا ابلغت المعنيين في لبنان بالنيابة عن بعض الدول العربية والغربية عدم ممانعتها تكليف حسان دياب تشكيل حكومة قادرة على النهوض بالبلد.
ولكن شيطان الشارع وفقا لتعبير مصادر الثنائي يكمن في تفاصيل مهمة تاليف حكومة دياب، فوحده الشارع قد يكون قادرا على الضغط عليه مما يدفعه الى الانسحاب واعادة ورقة التكليف والتأليف الى جيب الحريري.