قدم الرئيس الإيراني حسن روحاني، امس الجمعة، اقتراحا على المشاركين بالقمة الإسلامية التي تستضيفها ماليزيا، للتعامل بعملة “كريبتو” رقمية موحدة بين الدول الإسلامية عوضا عن الدولار الأميركي، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء الماليزية الرسمية التي ذكرت أن اقتراح روحاني يهدف لتعزيز العلاقات المالية بين الدول الإسلامية. ونقلت الوكالة عن صحيفة ماليزية بأن “رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد أعلن تأييده للمشروع الذي طرحه الرئيس روحاني في القمة الاسلامية المصغرة في كوالالمبور حول تأسيس السوق المشتركة للدول الاسلامية في مجال الاقتصاد الرقمي والتعاون وتبادل الخبرات في مجال العملة الرقمية، بدلا من الدولار الأميركي”. وأضاف رئيس الوزراء الماليزي، وفقا لوكالة الانباء الإيرانية “يبدو انه ما دمنا نستخدم الدولار الأميركي فإن الحظر يمكنه أن يلحق الضرر بنمونا الاقتصادي”.
وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فان هذا الاقتراح يدل الى حجم “الانزعاج” الذي تشعر به “الجمهورية الاسلامية” جراء العقوبات الاميركية على اقتصادها وعلى كل من يتعاون معا تجاريا وماليا (…) فطهران تسعى جاهدة الى ايجاد سبل تتيح لها الالتفاف على هذا الحصار، وتطويقه. وقد باتت في نتيجته، مضطرة الى رفع الضرائب والرسوم على مواطنيها، لتأمين مداخيل اضافية لخزينتها، الامر الذي فجّر، في الاسابيع الماضية، انتفاضة شعبية غاضبة في ايران، من قلب عاصمتها الى الضواحي، بعد ان قررت الحكومة فرض رسوم على الوقود.
وللغاية، لا تنفك تضغط على الاوروبيين لتفعيل آلية انستكس للتبادل التجاري بينها ودول القارة العجوز، وربما توسيعها (صممت في الاساس لتيسير المعاملات التجارية في قطاعات المستحضرات الصيدلانية والطبية والزراعية)، محذرة من ان عدم اتخاذ الاوروبيين شركائها في الاتفاق النووي، القرار باستخدام انستكس، سيجرّها في المقابل، الى خرق بنود التفاهم الدولي المبرم بين الطرفين عام 2015، أكثر، وفي شكل تصاعدي.
على اي حال، أتت مواقف روحاني قبيل وصوله الى العاصمة اليابانية طوكيو قادما من كوالالمبور. وقد التقى رئيس وزراء اليابان شينزو آبي للبحث في العلاقات الثنائية واهم القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي وقت بات معروفا ان من اهداف الزيارة خفض التوتر حول الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة الاميركية، تشير المصادر الى ان طوكيو التي سبق ان لعبت دور الوسيط بين ايران واميركا، ستحاول استئناف مسعاها التوفيقي.
وفيما طهران تحتاج الى تخفيف طوق العقوبات عن عنقها، تقول المصادر ان نجاح “الوساطة” اليابانية، يتطلب أوّلا، وقفَ الجمهورية الاسلامية كسر تعهداتها “النووية”، اضافة الى وقف التصعيد “العسكري” في الميادين العربية. فهل تفعل؟ وكان آبي، طلب الجمعة، من الرئيس روحاني الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في اتفاق نووي تاريخي لعام 2015، قائلا: إن اليابان ستفعل ما بوسعها لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط، وفقا لما أوردته رويترز. وخلال اجتماعهم، طلب روحاني من آبي العمل مع دول أخرى للمساعدة في الحفاظ على الاتفاق النووي.
الجدير ذكره ايضا، هو ان زيارة اليابان وهي الأولى لرئيس إيراني منذ 19 عامًا، تأتي قبل إعلان طوكيو عن خطة لنشر قواتها في المنطقة لضمان سلامة السفن اليابانية التي تنقل النفط.