نفذت مجموعات وأحزاب مشاركة في الثورة في بيروت، منها: “هوا تشرين”، “المجموعة المدنية”، حزب “الخضر”، “حلوا عنا”، “لحقي”، “الكتلة الوطنية”، “بيروت مدينتي”، “غرين واتش”، “لبنان ينتفض”، ” protests Lebanon”، “المرصد”، “كلنا وطني” وغيرها، إضافة إلى أفراد وشخصيات وعدد من المصممات والمصممين، الفنانات والفنانين والحرفيين والحرفيات، مبادرة نصب شجرة ميلاد في ساحة الشهداء في وسط بيروت.
وكان أصحاب المبادرة، قد دعوا إلى نصب الشجرة وتزيينها وإضاءتها، تحت عنوان “صفر ميزانية من المال العام”، بعدما أطلقوا حملة تكافلية تضامنية لجمع التكاليف، رافعين شعارات، مثل: “لأنه ما إلنا غير بعض تعوا نحتفل سوا”، و”مش كل شي حلو بيكلف”، وأشرف على تنظيم المبادرة الإعلامية يمنه فواز، المهندس روي داغر والمصممتان كالين جولان وكارلا داغر.
وأشارت فواز إلى أن “شجرة الميلاد في الثورة، هي عبارة عن خيمة كبيرة، تحمل أمنيات اللبنانيات واللبنانيين، بولادة لبنان الجديد، حيث جمعت الكلمات، الأعمال الفنية، والغرافيتي من مختلف المناطق اللبنانية، وفي أسفل الشجرة، مغارة مرسومة وحائط للأمنيات، ليتمكن كل مشارك من التعبير عن أمنيته، إما كتابة وإما رسما”.
بدأ حفل إضاءة “شجرة الميلاد في الثورة”، بالنشيد الوطني، الذي أداه الفنانان يوري مرقدي وبديع أبو شقرا، بالتزامن مع لحظة وصول المتظاهرين من محيط مبنى مؤسسة كهرباء لبنان في منطقة مار مخايل، وقدمته الإعلامية يمنه فواز يشاركها الإعلامي سلام الزعتري.
وتحدثت فواز، فقالت: “إن ثورة 17 تشرين الأول، ثورة الشعب اللبناني، هي ثورة غضب وألم، ولكنها تميزت بالفرح، وفاجأت العالم بالاحتفالات والسعادة، التي تغمر اللبنانيين في ثورتهم”.
وأضافت: “نحتفل لنؤكد أن ثقافتنا هي ثقافة حياة، ولن يقف بوجه الثوار أي تهويل وتخويف، فاللبنانيون كطائر الفينيق يتجددون دائما”.
وتابعت: “نحن نقف لإضاءة شجرة الأمنيات، وجمعنا بين روحية الميلاد وروحية الثورة، فاليوم مع الميلاد المجيد، نحتفل أيضا بولادة لبنان الجديد، وللاضاءة على أن هذه هي المرة الأولى، التي ينصب فيها الشعب اللبناني، شجرة ميلاد في العاصمة، وهو من يحتفل بإضاءتها، وبصفر ميزانية من المال العام، أي دون أي تكلفة من مال الشعب”.
وأردفت: “بلدية بيروت على مدى سنوات، كانت تصرف مبالغ طائلة، ملايين، من أجل شجرة الميلاد والتزيين والاحتفالات، في حين تبين لنا بالأرقام، أن المبالغ التي كانت تصرف، هي مبالغ وهمية، مثلا: فك وتركيب الشجرة كان يكلف البلدية 40 مليون ليرة لبنانية، في حين تبين لنا أن التكلفة الحقيقية هي 5 مليون ليرة لبنانية فقط، ونحن لم نتكلف أي مبلغ في ما خص هذا الأمر، إذ تم بناء الشجرة في الساحة، كما تم التبرع بالخدمات”.
بعدها، توجه الحضور لإضاءة الشجرة، على وقع أغنية الميلاد، تبعتها أغنية “بحبك يا لبنان” للسيدة فيروز.
ثم ألقت الناشطة ناهدة خليل كلمة، سلطت فيها الضوء على “كيفية إدارة الأموال العامة ومزاريب الهدر”، فقالت: “نحتفل بإضاءة شجرة الميلاد، التي شارك في صناعتها الكثير من الأيدي، من حرفيين، مواطنين، وثوار في ساحة الشهداء، التي منذ 17 تشرين جمعت كل الناس من كل الفئات الاجتماعية”.
وتحدثت عما أسمته “فضائح بملايين الدولارات لهمروجة عيد الميلاد، ومنها شجرة الميلاد التي توضع كل سنة، والتي كلفت ثلاثمئة الف دولار ب 2016، والاحتفالات كلفت في العام 2017 مليون دولار، وفي العام 2018 مليونين دولار، وللمقارنة، في زحلة مثلا، شجرة الميلاد ومغارة ومساحة 500 متر، كلفت 75 ألف دولار، وفي جبيل، مع كل الألعاب كلفت 100 ألف دولار”.
وقالت: “شجرة العيد هذه السنة مختلفة، مثلها مثل الاحتفال بعيد الاستقلال، منذ شهر تماما، على صوت موسيقى الطناجر، وبعد شهر، كبارا وصغارا عادوا وتطوعوا لصناعة هذه الشجرة “من الناس وللناس”، وهذه رمزيتها هذا العام، شجرتنا رسالة يوجهها ناس الساحات في بيروت للسلطة، ولبلدية بيروت، بأن ليس هناك حاجة أن تصرف البلدية مبالغ كبيرة من أموال الناس، على شجرة وعلى زينة؛ “مش كل شي حلو بيكلف”، والدليل هذه الشجرة التي ترونها، التي برمزيتها غالية جدا، لكنها بكلفة ضئيلة جدا”.
واختتم الحفل بعرض غنائي للفنان جيلبيرت سيمون.
إشارة إلى أن التكلفة المادية للشجرة، ستنشر “أونلاين” قريبًا، وسترسل إلى وسائل الإعلام كافة، وهي عبارة عن تبرعات نقدية وعينية وخدماتية من قبل لبنانيات ولبنانين خارج وداخل لبنان، وشركات أيضا.