على رغم ان مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل اختتم امس زيارته الى لبنان التي استغرقت يومين، الا ان مفاعيلها والتكهنات في شأن مضمون محادثاته مع المسؤولين ما زالت تتفاعل لا سيما في الشق المتصل بما دار من حديث مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل وتسميته “بالرئيس المقبل للبنان”.
اوساط الوزير باسيل علقت عبر “المركزية” بالقول “الزيارة انتهت ولا معنى للتأويل وتحميلها اكثر مما تحتمل”. ولفتت الى ان هيل بحث في ملف النفط والوساطة الاميركية مع اسرائيل، اضافة الى تشجيع شركات اميركية على الانخراط في عملية التنقيب عن النفط والغاز، علماً ان احدى الشركات الاميركية الكبرى ستشارك في المناقصة الثانية المنتظرة، وفي ما بعد تسويق النفط والانفتاح على الدول الاوروبية على غرار ما يفعل الجانب الاسرائيلي.
واضافت: طرح ايضا ملف النازحين السوريين الذي اثاره باسيل من ناحية المصلحة اللبنانية في عدم بقائهم لوقت اطول في لبنان في خضم الازمة الاقتصادية الكبرى التي يعيشها البلد.
اما الاصلاحات فكانت من ابرز المواضيع المطروحة الى جانب التشجيع الاميركي على تنفيذ تعهدات لبنان امام مؤتمر سيدر خصوصا ان المبلغ الاكبر المرصود هو لاصلاح البنى التحتية وقطاع الكهرباء ، حيث ان احدى الشركات الاميركية مهتمة ايضا بالاستثمار في قطاع الكهرباء. وحرص الموفد الاميركي على تأكيد رغبة بلاده في رؤية الحكومة العتيدة تجري إصلاحات مستدامة وما يعنيه ذلك من ان الادارة الاميركية لا تعول على شخص معين لتسلم دفة الاصلاحات بل على اداء وسير عمل الحكومة .
بالمختصر المفيد، تقول اوساط سياسية تابعت اهداف زيارة هيل لـ”المركزية” ان الدبلوماسي الليّن شكلا والمتشدد مضمونا، حمل رسائل واضحة من ادارة بلاده المعروفة سياستها الماضية في اتجاه فرض المزيد من العقوبات على حزب الله، غير ان المسألة لم تحضر في زيارة هيل هذه. فالملف الحكومي احتل رأس قائمة الاولويات ما دامت المهلة المتاحة امام لبنان لاعلانه بلدا منكوبا مفلسا لا تتعدى الاشهر الثلاثة، وخريطة طريق الحل مرسومة دوليا فإما يأخذ بها القيمون على شؤون البلاد او يمضون مسرعين نحو الهاوية. تفاصيل الانقاذ ابلغها هيل صراحة لكل المسؤولين. الضوء الاخضر للحصول على المساعدات الدولية يظهر لحظة تشكيل حكومة تأخذ بالمعايير الانقاذية، ترضي الشعب المنتفض وتوحي بالثقة للخارج قادرة على انجاز المهمة البالغة الصعوبة المنوطة بها عن طريق الاصلاحات. اما الثقة الخارجية فمرتبطة بدورها بالبيان الوزاري وتضمنه معياري النأي بالنفس علنا وعدم خضوع الحكومة لسيطرة اي فريق سياسي. انذاك تؤكد المصادر، يتم الافراج عن المساعدات العربية والغربية الضرورية لينبعث لبنان حيا مجددا.
وبعيدا من الشق السياسي للزيارة الاميركية، وفيما فُسر ما جاء في بيان الخارجية الاميركية امس من ان هيل دعا الحكومة والجيش والأجهزة الأمنية إلى مواصلة ضمان حقوق المحتجين وسلامتهم على انه احتجاج على اداء الاجهزة العسكرية، اكد مصدر عسكري لـ” المركزية” ان الديبلوماسي الاميركي أشاد بما يقوم به الجيش اللبناني في الوقت الحالي. وأكد على شراكة الولايات المتحدة طويلة الأمد مع لبنان بما في ذلك المساعدات العسكرية. وكانت قيادة المؤسسة تلقت مثل هذه الاشادة من اكثر من مسؤول دولي، لا سيما رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر، كما ان السفير البابوي نوه بما يقوم به الجيش في هذه المرحلة.