Site icon IMLebanon

إتيكيت مائدة الميلاد

كتبت فانيسا الهبر في “الجمهورية”:

 

إعتدنا في عيد الميلاد شراء الزينة، والملابس الجديدة، وكثير من الهدايا، وغُرست هذه العادات في تقاليدنا التي تُشعرنا بالروح الميلادية.
صحيح أن الأجواء الميلادية غائبة عنّا هذه السنة، لكن قد تكون فرصة جيدة لفهم مغزى هذا العيد. قد تكون فرصة لإدراكنا أن الفرح ليس بنَيل الهدايا بل بإهدائها، وليس بالزينة والأضواء التي تملأ المكان بل بالمحبة والمسامحة التي تملأ قلوبنا. قد لا نكون قادرين على شراء الماديات في عيد الميلاد هذه السنة، لكننا بالتأكيد قادرون على مساندة بعضنا بعضأً، في ظلّ هذه المحنة، وقادرون على أن نجتمع الى مائدة واحدة عشية عيد الميلاد لعلّنا نتشارك الطعام معاً على الأقل.

في حديث خاص لـ”الجمهورية” مع خبيرة الإتيكيت، نادين ضاهر، تحدّثنا عن كيفية التحضير لعشاء أو غذاء عيد الميلاد بحسب القواعد السلوكية، في ظلّ هذه الأوضاع الضيقة، وعن أهمية هذا العيد بعيداً عن الماديات.

• عند التحضير لـ”عزيمة” عيد الميلاد، ما هي الأمور التي يجب أن نفكّر فيها؟

يجب ألّا ننسى أبداً أن عيد الميلاد هو مناسبة دينية، وهي فرصة جيّدة للعودة إلى أصول العيد، والتذكّر أنّه عيد المشاركة والمحبة والولادة الجديدة.

أولاً، يجب التفكير بالأشخاص الذين سندعوهم إلى العشاء الذي غالباً ما يشارك فيه معظم أفراد العائلة، كما تمكن دعوة الأشخاص الذين تربطنا بهم صلة قرابة. كذلك، يجب إعلام المدعوين بمن سيحضر خلال العشاء/الغداء، لأنّه لا يجوز أن نترك المدعوّ مثلاً يتفاجأ بالآخرين، أو لعلّه يشعر بالانزعاج من وجود شخص ما. كما قد تكون هذه المناسبة فرصة لمصالحة شخصين متخاصمين.

ثانياً، يجب دعوة المدعوين قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من موعد العشاء، وإبلاغهم بكلّ التفاصيل اللازمة.

أمّا في ما يتعلّق بتحضير الطعام، فيمكن تحضير عشاء بسيط أو معقّد وهذا يختلف بحسب قدرة كلّ شخص. ولكن في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة يمكن اللجوء إلى تحضير الأطباق التي لا تتطلّب الكثير من الوقت والمال.

• متى يجب على المدعوّين الوصول إلى الموعد بحسب الإتيكيت؟

إذا كان موعد العشاء عند الساعة الثامنة والنصف مثلاً، لا يجوز على المدعوين الوصول قبل هذا الوقت، بل يمكنهم الوصول بعد ربع ساعة من الموعد أو بعد نصف ساعة كحدّ أقصى .

• كيف يجب استقبال المدعوين وبأيّ طريقة بحسب الإتيكيت؟ هل يجب دعوتهم للجلوس إلى المائدة فوراً؟

يجب على أحد أفراد العائلة، سواء أكانت سيدة المنزل أم الزوج أو الأولاد ما دون الـ14 سنة، استقبال المدعوّين وفتح الباب لهم، وليس العمّال لدينا. وإن كان بعض المدعوين قد وصل، يمكنه أيضاً فتح الباب، نظراً لكونها مناسبة عائلية، يمكن التناوب على فتح الباب واستقبال المدعوين.

بعد دخول المدعوّين إلى المنزل، يقوم أصحاب المنزل بدعوتهم الى الجلوس في غرفة الجلوس لمدة نصف ساعة على الأقل، قبل الجلوس إلى مائدة الطعام. لذا يجب تقديم بعض المقبّلات مثل الجزر، الخيار، والمكسّرات. ويُعتبر هذا الوقت ضرورياً ليتمكّن المدعوّون من التحدث مع بعضهم والاطمئنان الى أحوال بعضهم بعضاً.

• ماذا لو كانت سيدة المنزل منشغلة في التحضيرات في المطبخ؟

على سيدة المنزل أن تكون قد أعدّت الأمور مسبقاً وأن تكون جاهزة للمدعوين، فليس من الإتيكيت أن تتواجد سيدة المنزل في المطبخ حتى آخر لحظة. تشمل الإتيكيت المساعدة أيضاً، وهو مبدأ لا بدّ من تطبيقه في عيد الميلاد. يمكن مثلاً مساعدة سيدة المنزل في التحضيرات أو على الأقل عرض المساعدة عليها. كذلك، لا يجوز إطلاق الأحكام والانتقادات حول تقصير معيّن، بل تجب المساعدة في تحضير المائدة. كما أشدّد على ضرورة أن تكون سيدة المنزل جالسة إلى المائدة لتفتتح السفرة، أي يجب ألّا نبدأ قبل قدومها.

• كيف يجب ترتيب مائدة الطعام؟ هل على الأواني أن تكون متشابهة أو متناسقة؟ وماذا عن الزينة؟

من أساسيات المائدة، وضع شرشف أبيض نظيف مع صحن أو صحنين، حسب الأطباق المُقدّمة، مع الشوكة والسكين، الكأس والفوطة. لكن لا مشكلة في أن تكون الصحون مختلفة بأشكالها أو الكؤوس غير متناسقة. لا بأس بها، وليس من الضروري أن تكون متشابهة. لكن ليس مقبولاً مثلاً وضع صحن مكسور عند الطرف أو كوب مكسور قليلاً، إذ يجب على الآواني أن تكون مرتّبة ونظيفة.

أما في ما يتعلّق بمائدة الطعام، فيجب أن تكون كافة الأطباق موجودة على المائدة قبل جلوس المدعوين. أمّا إذا كان لدينا عمّال فبإمكانهم وضع الأطباق. وليس من المحبذ وضع الكثير من الزينة على مائدة الطعام.

• ما الذي يجب أن نأخذه بعين الاعتبار عند تحضير الطعام؟ وما مدى أهمية تقديم الـBuche De Noel؟ وهل يمكن استبداله بكايك آخر؟

لا بدّ من الاهتمام بالمدعوين الذين يعانون من حساسية خاصة تجاه مكوّن معيّن، أو ربما يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً، يجب تحضير بعض الأطعمة التي تناسبهم. أما في ما يتعلّق بالـBuche De Noel، فهو طبق مرتبط بهذا العيد، لكن إذ لم يكن متوفراً يمكن استبداله بكايك وتزيينه على شكل Buche De Noel.

• تبادل الهدايا أصبح من العادات التي ترافق هذا العيد، ما الذي يمكن فعله في ظلّ الضيق المادي الذي نعاني منه؟

الهدايا هي حكر على الأطفال، هم الذين ينتظرون منا الهدايا في الميلاد. لذا هذه السنة، يمكن أن نطلب من المدعوين إحضار الهدايا للأطفال فقط لا غير، إذا كان بمقدورنا، وأشدّد على ذلك.

عندما نكون مدعوّين إلى العشاء، من اللياقة أن نحضر شيئاً معنا، وهذه الفرصة المناسبة للقيام بذلك. وبدلاً من جلب الهدايا لكلّ أفراد العائلة، يمكن جلب هدية واحدة فقط للعائلة أو للأطفال. وقد تكون الهدية رمزية، نقدية أو هدية حصلنا عليها ولم نستخدمها. إن إعادة إهداء الهدايا التي لم نستعملها من الإتيكيت.

• ما هي النصيحة التي تقدّمينها في هذا العيد؟

أتمنى أن يكون هذا العيد فرصة لتعليم الأطفال مبدأ المشاركة مع المحتاجين والشعور بالآخر. عند فتح الهدايا، لا بدّ من تعليم الطفل الذي حصل على الكثير من الهدايا تقديم واحدة منها إلى طفل لم يحصل على هدية هذا العيد. كما يمكن الطلب من الطفل أن يجمع الألعاب التي لم يعد يستخدمها ويعطيها لأطفال آخرين بحاجة إليها. إن تغليف الهدايا وكتابة الأسماء وتقديمها للآخرين ينمّي عند الأطفال الحسّ بالانتماء الاجتماعي.