Site icon IMLebanon

دول الطوائف إلى زوال آن الأوان لقيامة دولة المؤسسات والقانون

كتب المحامي عمر الزين في “اللواء”:

«الطوائف في لبنان دول، والزعماء دول، لكل فريق عسكره ومؤسساته وادارته، فكم من مرة شهدنا طائفة تعطل او تجمد مسيرة الحياة السياسية، لاأن سياسياً ما لم يستطع بلوغ غايته من دون خلق ازمة طائفية، كثيراً ما كانت الطائفية منذ الاستقلال ولا تزال اقوى من الوطن والطائفية اقوى من الوطنية»

ان ما اعلنته الثورة عند قيامها وفي تحركاتها من شعارات، وما عبرت عنه من الآلام والاوجاع، وما ظهر عنها من برامج اصلاحية وضعت دول الطوائف في حال احتضار، ولكي تغيب هذه الدول الى غير رجعة، لا مناص من توحيد التجمعات التي انطلقت بالثورة لتقف سداً منيعاً لمنع جرعات الانقاذ عن تلك الدول.

وان ما نشاهده اليوم في بعض المناطق والساحات هو ليس من الثورة الطاهرة في شيء، ولا يمثل اي طائفة من الطوائف السنية والشيعية او سواها، ويمكننا القول بأن دول الطوائف في لبنان لا علاقة لها بطائفة ما، لا في عقيدتها، ولا في المبادئ التي تقوم عليها، بل هي تتعلق بزعامات تستعملها مطية لها للوصول الى غاياتها.

لقد بدأت دول الطوائف في التحرك لمحاولة منها اجهاض الثورة بشتى الطرق والوسائل، ونشهد الآن تعطيلاً وتجميداً لمسيرة الحياة السياسية حتى ولو حصل التكليف، ويبقى التأليف دونه صعوبات وعقبات تصل الى المستحيلات.

لتأخذ الديمقراطية طريقها، وكفى الاستقواء بالطائفة لان الطائفة براء من تصرفات زعمائها، وسوف لن تبقى رهينة هؤلاء، لانها مؤمنة بدولة الشعب كل الشعب وهي دولة لبنان، التي تعلو على كل دول الطوائف، وهذه الاخيرة الى زوال عاجلاً ام آجلاً.

نقول للقوى الامنية عليك الحزم بوجه كل من يعتدي عليك او على الاملاك العامة والخاصة حيث انه يعمل لمصلحة زعيمه الذي فشل في ارساء دولة المؤسسات والقانون مع غيره من زعماء دول الطوائف.

ونقول لها ايضاً عليك حماية الثورة بوجه كل من يحاول اجهاضها بشتى الطرق والوسائل بالضرب، واشعال الحرائق، ورمي الحجارة، والتخريب، حيث يعمل لإسقاط دولة لبنان لحساب دولة الطائفة.

وعلى الثورة ارساء قواعد الوحدة والحصانة والحماية من اي استقلال قد تعتمده قوة او اخرى من القوى الحزبية والسياسية والمخابراتية حتى والاجنبية، كي تستمر وتحقق اماني الشعب كل الشعب منعاً لخلق ازمات طائفية هنا وهناك حيث اننا نؤكد ونتمسك بان يكون الوطن اقوى من الطائفة، والوطنية اقوى من الطائفية.

ونذكر هنا ايضاً ما قاله الزعيم تقي الدين الصلح بانه:

اذا القينا نظرة على تجربتنا اللبنانية نجد ان نسبة العطاء للبنان كانت قليلة ونسبة الاخذ منه كانت كبيرة، الافراد والجماعات والزعامات والطوائف كلها كانت تاخذ من لبنان لتبني نفسها، وما كانت تدري انها تبني على انقاضه».

ونقول ايضاً لا للانتفاضات التي يريد اصحابها ان يطلقوا عليها تسميات طائفتهم ومذهبهم، فهي ضد دولة المؤسسات والقانون، وعلينا اقصى درجات الحيطة والحذر، ولتبقى الثورة هي المعبر الى دولة لبنان.