أكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة أن “مدبري شعبنا لا يأبهون إلا لخلاص أنفسهم، وبدلا من نشر الدفء في قلوب المواطنين، وإعطائهم أدنى حقوقهم، نجدهم يهتمون فقط بتدفئة كراسيهم، عروشهم، التي يخافون فقدانها.”
وجاء كلامه خلال عظة قداس الميلاد في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
وقال: “إن لم تمت حبة الحنطة لا تنمو سنبلة مثمرة، وإن لم تتألم المرأة لا تلد طفلها. هكذا وطننا، لن يولد من جديد دون المرور بمخاض عسير وآلام صعبة. لكننا نأسف لأن رعاة هذا البلد لا يتمثلون بآدم الجديد، الملك المولود في التواضع والصمت. نجدهم يفضلون التمثل بآدم الأول، الذي أسقطته كبرياؤه في موت الخطيئة، فجر العالم كله معه. رأينا مسيحنا قد غسل أرجل تلاميذه ومات من أجلهم موت العار على الصليب، لكي يرفعهم من آلامهم، لكن مدبري شعبنا لا يأبهون إلا لخلاص أنفسهم، وبدلا من نشر الدفء في قلوب المواطنين، وإعطائهم أدنى حقوقهم، نجدهم يهتمون فقط بتدفئة كراسيهم، عروشهم، التي يخافون فقدانها. وبدلا من بث الطمأنينة يبثون الخوف والهلع من انهيارات إقتصادية وإجتماعية ومالية. بدلا من تحملهم مسؤولياتهم، يؤلبون الشعب على الكنيسة ليطالبوها بما هو واجب الدولة. هنا لا بد من الإشارة إلى أن الكنيسة لا أحد يعلمها ما يجب أن تفعل سوى ربها يسوع المسيح، وهي تقوم بما طلبه الرب وتعمل بحسب وصيته القائلة: “أما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يميك” (متى 6: 3)”.
وتابع: “القلوب اللحمية أصبحت عملة نادرة في بلادنا، وجميعنا نقف مشدوهين أمام مشاهد الصنمية المستشرية. فالقلوب أقسى من الصخر، وإستعباد المواطنين من أجل الوصول إلى مبتغى الزعماء لا حد له. وإن لم يذعن المواطن يهدد بمصدر رزقه أو لقمة عيشه أو مستقبل أبنائه.”
وأضاف عودة: “أما مفهوم الوحدة في الجسد اللبناني الواحد فغريب عن عاداتنا. كل عضو من هذا الجسد يظن أنه الأفضل، وأن الجسد لا يحيا من دونه، بينما يمكنه العيش من دون الأعضاء الأخرى. مبدأ “الأنا” متجذر في كياننا، ومن أجل المصلحة الخاصة يضحى بالوطن. نبذوا المحبة، أساس الوحدة، نبذوا الله الواحد، ونصبوا أنفسهم آلهة مكانه. فهل من أحد سيتمثل بالمسيح الذي صلب لأنه أحب؟ هل من يضحي بنفسه من أجل الخير العام؟”