Site icon IMLebanon

هل تعود سفينة “الخرق” اليونانية الاستكشافية الى لبنان؟

منذ شهر بالتمام، اخترقت سفينة أبحاث علميّة يونانية متخصصة في تقصّي أعماق البحر والثروات الكامنة في البواطن، تحمل علم بنما، المياه الاقليمية اللبنانية ووصلت إلى عمق أقصى يبلغ 5.6 أميال بحرية ومكثت في البلوك رقم 9 النفطي جنوبا اكثر من سبع ساعات تستكشف ما فيه.

السفينة التي تحمل اسم “ميد سيرفايور” المزوّدة بتكنولوجيا متطورة لمسح قاع البحر، مع طاقم مؤلف من 21 تقنياً، والقادمة من مرفأ حيفا، لم يعلم لبنان الرسمي بوجودها الا بعد المغادرة، على رغم انها قطعت مسافة 0.6 من الميل في المنطقة المتحفّظ عليها وخمسة أميال في عمق البلوك رقم 9. فقوات اليونيفل المفترض انها علمت بهذا الوجود لم تبلغ قيادة الجيش بانتهاك السيادة ولا تحركت سفنها الالمانية والبرازيلية والتركية واليونانية المولجة حماية حدود لبنان البحرية لاجبار السفينة على المغادرة. قيادة الجيش التي لا تملك الامكانيات التقنية للرصد البحري ابلغت قائد اليونيفل الجنرال ستيفانو دل كول اعتراضها ورفعت في 6 الجاري، اي بعد نحو اسبوع على الخرق، كتابا الى وزارة الدفاع احيل لاحقا الى وزارة الخارجية المفترض منطقيا انها ارسلت احتجاجا رسميا إلى الأمم المتحدّة.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون طلب من دل كول، الذي زاره الاسبوع الماضي “التحقيق في أسباب خرق باخرة استكشاف للنفط يونانية تعمل لصالح الجيش الإسرائيلي للمياه الإقليمية اللبنانية والبقاء فيها لمدة 7 ساعات”. وأكد أن “لبنان يرفض أي تعدٍ على حقوقه المشروعة ضمن مياهه الإقليمية”، معتبراً أن “الخروق الإسرائيلية البحرية للسيادة اللبنانية لا تقل خطورة عن الخروق البرية والجوية التي تواصل إسرائيل القيام بها”، مشيدا بدور اليونيفل ومؤكدا تميسك لبنان بالقرار 1701.

تؤكد مصادر عسكرية لـ”المركزية” ان قيادة الجيش سجلت اعتراضا شديد اللهجة لدى قوات اليونيفل واشارت الى انه تم الاتفاق مع دل كول، ابان زيارته اليرزة، على صيغة من شأنها منع تكرار ما حصل ووجوب ابلاغ الجيش فورا بأي خرق للحدود الللبنانية البحرية، خصوصا حينما يتعلق الخرق بمحاولات العدو الاسرائيلي سرقة ثروة لبنان النفطية، في الابار المشتركة المتنازع عليها.

وتوضح ان السفينة لم تراع مقتضيات ما يعرف بـ”المرور البريء” اذ ان مكوثها في المياه اللبنانية يؤكد ان مهمتها لم تكن ابدا بريئة، بل لغرض استكشاف حقل الغاز، وربما سرقته في وقت لاحق. ذلك ان حقل كاريش الاسرائيلي يبعد فقط مسافة 4 اميال ويمكن والحال هذه ان يعمد العدو الى سرقة غاز لبنان من خلال سحبه بالانابيب بعد استكشافه.

وتكشف ان المانيا التي تقدم للجيش هبات متتالية آخرها عبارة عن معدات وتقنيات متطورة، عمدت اخيرا الى توزيع عشرات الرادارات على طول الشاطئ اللبناني جهزتها بطريقة محترفة، تمهيدا لوضعها في الخدمة فيما لو تقرر التخلي عن السفن البحرية من ضمن قوات اليونيفل.

وفي حين لم تحدد بعد رسميا طبيعة المهمة التي نفذتها “ميد سيرفايور” مع ترجيح فرضية الاستكشاف النفطي، اكدت المصادر ان الخرق لن يتكرر وان الاجراءات الكفيلة بمنعه اتخذت خلافا لما يتردد عن ان السفينة التي

لا تزال تعمل في المياه المقابلة لمدينة حيفا، وتتنقّل بين المياه المحتلة والمياه القبرصية، ستعود الى المياه اللبنانية لاستكمال ابحاثها.