كتب أنطوان غطاس صعب في جريدة اللواء:
لا زالت الاتصالات جارية على قدم وساق من أجل ولادة الحكومة في أقرب وقت ممكن وخصوصا ان الرؤساء الثلاثة يرغبون بأن تكون قبل نهاية العام الحالي وبمثابة هدية العيد كي تبدأ هذه الحكومة بالعمل الفعلي وتكون اجتماعاتها مفتوحة نظرا للاوضاع الصعبة التي يجتازها لبنان وخصوصا على الصعيدين المالي والاقتصادي.
وهذه المسائل تعتبر من الاولويات في هذه المرحلة وعلى هذه الخلفية يجري العمل من أجل الاتصالات الجارية من اجل تسريع الحكومة في اقرب وقت ممكن نظرا لظروف البلد الصعبة واصرار المجتمع الدولي على اهمية وجود حكومة موثوقة من الاقتصاديين لتلبي طموحات اللبنانيين، وبالتالي تنطلق بعملية اصلاحية مالية.
وبالعودة الى المشاورات الجارية على صعيد التأليف فان المعلومات المتوافرة تؤكد بان معظم الاسماء باتت جاهزة وفي جيب رئيس الحكومة المكلف لكن لا يخفى على احد انه وخلال عمليات التاليف تحصل تباينات بين المعنيين على خلفية الاصرار على هذا الاسم وذاك او على صعيد توزيع الحقائب وخصوصا السيادية منها، وتشير الاجواء الى ان الاجتماعات والمشاورات جارية على قدم وساق بين التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة امل من جهة والرئيس المكلف حسان دياب وذلك بعد اصرار الثنائي الشيعي على بعض الاسماء من الاختصاصيين والذين يعتبرون مستقلين ولكنهم مقربين منه، ولا بد في السياق من ان يكون هناك من لديه صلات مع المرجعيات السياسية في ظل الاوضاع الصعبة لا يمكن الا ان ويعود لمرجعيته امام المواقف السياسية الداخلية والاقليمية الصعبة خصوصا في بعض الوزارات السيادية، والامر عينه ينسحب على «التيار الوطني الحر»، واكد على ذلك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من بكركي عندما تحدث عن ضرورة ان يكون للوزير جبران باسيل موقف ورأي وان يتشاور مع رئيس الحكومة المكلف بشان تشكيل الحكومة على اعتباره رئيس اكبر كتلة نيابية.
من هنا فان الحكومة ستولد وان كان هناك من احتجاجات مرتقبة ولكن من خلال المعلومات المتوفرة ثمة مؤشرات عن رغبة دولية واضحة تقضي بتسهيل ولادة الحكومة نظراً للظروف الاقتصادية والمالية الصعبة وحيث ان لبنان بلغ مرحلة متقدمة من الانهيار على هذه الصعد، ولذلك يستوجب ان تكون هناك حكومة من الاختصاصيين لمعالجة هذه الازمات وبالتالي في حال حظيت بدعم المجتمع الدولي، ولا سيما الدول المانحة فمن الطبيعي سيكون هناك دعم لها وترجمة كل المؤتمرات التي عقدت لدعم لبنان الى واقع، وهذا ما يحصل بكسبة زر بل هناك ترقب دولي واضح لمسار اوضاع لبنان على كافة المستويات.
وتفيد أجواء الساعات الثماني والأربعين الماضية أن لبنان مقبل على مرحلة في غاية الصعوبة نظرا لعودة الموالاة والمعارضة والمخاوف بان تكون هناك حكومة لون واحد تجابه بالشارع ولهذه الغاية فان كل المؤشرات تدل على ان الايام القليلة المقبلة ستوضح مسار الامور، وبالتالي لا تكون سهلة في خضم التعقيدات الموجود على غير مستوى.