Site icon IMLebanon

كيف نخطط للعطلة؟

كتب د. أنطوان الشرتوني في جريدة الجمهورية:

«عيد الميلاد المجيد» ومناسبة «رأس السنة الجديدة» يطلّان مجدداً على جميع اللبنانيين. فتستعد كل عائلة لهاتين المناسبتين بطريقتها الخاصة وخصوصاً حسب إمكانياتها المادية في ظل الأحوال الإقتصادية الصعبة التي يمرّ فيها بلدنا. وحالياً، جميع الأطفال هم في إجازة، لذا يقوم معظم الأهالي بالتخطيط لهذه الإستراحة التي يستحقها كل طفل، حيث تكثر المشاريع والنشاطات التي يمكن أن يقوم بها الطفل مع أهله. وعندما نتكلم عن النشاطات، لا نقصد بها التي تُقام خارج البيت ولكن الكثير من العائلات تقوم بالكثير من النشاطات داخل منازلها لخفض المصروف خصوصاً خلال هذه الأيام. وطبعاً لهذه الإجازة أهمية نفسية لجميع أفراد العائلة الواحدة، فهي ليست فقط ليتنعم بها الأطفال، ولكن أيضاً للوالدين اللذين يحق لهما الإستمتاع بعطلة العيد والإسترخاء. فكيف يمكن للوالدين أن يساعدا أطفالهما في قضاء إجازة العيد بشكل ممتع؟ هل يجب وضع برنامج دراسي لأطفالنا خلال الإجازة؟ وأخيراً كيف للأم والأب أن يستمتعا بالإجازة؟

عطلة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة لها رونقها الخاص حيث ينتظرها الكبار والصغار للإستمتاع بكل لحظة منها. ولقضاء عطلة مع الأهل والعائلة والأصدقاء، يجب الأخذ في الإعتبار الأفكار التالية: أولاً، أين ستمضي العائلة هذه الإجازة؟ (داخل أو خارج البلاد؟).

ثانياً، ما هي البرامج والنشاطات التي يمكن أن يستمتع بها أطفالنا خلال العطلة؟

وثالثاً، إستغلال الوقت خصوصاً أنّ عطلة الأعياد ليست سوى بضعة أيام قبل الرجوع إلى الروتين اليومي.

وأخيراً، لا يجب أن ينسى الأهل التخطيط المُسبق للإجازة، من خلال مشاركة كل أفراد العائلة لتحديد النشاطات التي يمكن أن يشارك فيها الجميع.

أطفالنا وعطلة الاعياد

يختلف مفهوم «عطلة الأعياد» بين مرحلة عمرية وأخرى. فأكّدت الكثير من الدراسات النفسية – الإجتماعية، أنّ إحتياجات الأطفال ونظرتهم لعطلة الأعياد تختلف بإختلاف أعمارهم. كما تختلف هذه النظرة بين طفل وآخر من العمر نفسه. ولكن عندما نتكلم عن «عطلة العيد»، فيها يسمح الكثير من الأهالي لأطفالهم بمشاهدة التلفاز او اللعب بالألعاب الإلكترونية بقدر ما يريدون. ولكن يجب تحديد للطفل الساعات التي يمكن أن يشاهد فيها البرامج التلفزيونية. كما يشمل دور الأهل مراقبة نوعية البرامج التي يشاهدها ويخزنها في رأسه. وينطبق ذلك أيضاً على إستخدام الحاسوب (الكومبيوتر) والإنترنت والألعاب الإلكترونية. ويمكن إستبدال مشاهدة التلفاز بنشاطات أخرى كتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة يومياً مع الاب والأم، فهما قدوة لأطفالهما.

1- أطفالنا حتى سنتين

خلال هذا العمر، الطفل لا يدرك جيداً معنى العيد والعطلة. ولكنه يشعر بأنّ الأيام التي يمرّ بها هي أيام مختلفة عن التي سبقتها. لذا يجب تشجيع الطفل على المشاركة في جميع النشاطات التي يقوم بها الأهل معه، كما يجب على الاهل أن يجدوا نشاطات بسيطة يمكن أن يكون الطفل الصغير مشاركاً فيها: تزيين البيت لحفلة رأس السنة، اللعب معه داخل او خارج البيت (خصوصاً إذا كان ما زال صغيراً جداً)… والغناء من أكثر النشاطات التي يعشقها الأطفال خصوصاً الصغار منهم الذين لم يتعلموا الجري.

2- أطفالنا ما بين السنتين وما دون الـ9 سنوات

في ظل الأوضاع الإقتصادية المزرية في لبنان، يمكن للأهل أن ينظموا حلقات ألعاب مع طفلهم داخل البيت أو خارجه (في ملعب البلدية إذا كانت الأحوال الجوية تسمح بذلك). فللعب أهمية كبرى عند الأطفال، إذ يساعد في تنمية حواسهم وإنتباههم، كما يساعد في تقوية طاقاتهم وإظهار مواهبهم الكامنة. كما للعب أهمية نفسية كبرى، إذ يقرّب الأهل من أطفالهم ويقوّي العلاقة في ما بينهم.

النشاطات الخارجية التي يمكن أن يقوم بها الأهل مع أطفالهم تشمل زيارة المطاعم أو التسكّع في إحدى المحلات التجارية الكبيرة مع العائلة، الذهاب إلى السينما أو حتى المشاركة في نشاطات تقوم بها جمعيات أو بلديات…

أما بالنسبة للنشاطات التي يمكن أن يقوم بها الطفل في البيت منها: الدرس والتلوين ومشاهدة التلفاز لوقت محدّد وقراءة القصص له…

3- أطفالنا في عمر الـ9 سنوات وما فوق

هذه الفئة العمرية دقيقة، حيث يبدأ الطفل بالإستعداد للدخول إلى عالم المراهقة. يمكن للأهل أن يوجّهوا أطفالهم إلى نشاطات جمّة، ويحب الأطفال في هذا العمر النشاطات «الذهنية» التي تُشغل ذكاءهم، مثل النشاطات العلمية أو تعلّم الفنون أو الموسيقى. وتُخصّص الكثير من المراكز نشاطات مناسبة لعمر الطفل وقدراته.

أما في البيت، يمكن أن يخصّص الأهل (الأب والأم على حد سواء) وقتاً لطفلهم للمحادثة عن مواضيع تهمّه ويستمتع بالتكلم عنها. كما في هذا العمر، يبدأ الطفل بحبه للمطالعة، ودور الأهل هو تشجيع هذا النشاط وشراء القصص المناسبة لعمره والمجلات العلمية المفيدة، أو يختار الطفل بنفسه القصص التي يحب ان ترافقه خلال وقت الفراغ، وعند الخروج إلى الأماكن العامة كالحدائق. ومن النشاطات الممتعة الأخرى هي مرافقة الأهل لأطفالهم إلى المكتبات العامة ومشاركتهم في الندوات التي يحب أن يستمع إليها الطفل. كما مرافقته إلى المتاحف والحفلات الموسيقية (التي تكثر خلال الأعياد) ودور السينما وغيرها من الأماكن التي يمكن أن يكتشف فيها الطفل ويتعلّم في آن واحد. بهذه الطريقة غير المباشرة، يمكن ان يحب الأطفال العلم وإكتشاف مواهبهم وميولهم الفنية.

وماذا عن فروض عطلة الأعياد؟

عطلة الأعياد تعني إستراحة من الفروض والدروس اليومية التي تُتعب التلميذ وأهله على حد سواء. ولكن هذا لا يعني ألّا يعطي المدرسون بعضاً من الدروس للمراجعة. لذا يجب أن يخصّص الأهل يومياً وقتاً للدراسة لا يتجاوز الساعتين (بحسب عمر الطفل) كي لا نفقد معنى العطلة، وكي لا ينسى الطفل فروضه المدرسية خصوصاً بعد عطلة تدوم أكثر من أسبوعين. كما لا يجب أن ينسى الاهل القصص التي يجب أن ترافق أطفالهم خلال الإجازة، والتي تساعد في تنمية خيالهم وتقوية قاموسهم اللغوي…

عطلة الأعياد للزوج والزوجة

عطلة الأعياد ليست مخصصة فقط للأطفال ولتحقيق كل أمنياتهم، بل هي موجّهة لجميع أفراد العائلة من بينهم طبعاً الأب والأم اللذان هما بحاجة أيضاً للإستراحة. والجميع ينتظر عطلة الأعياد، الكبار كما الصغار للإسترخاء والإستمتاع بالجو الميلادي الدافئ، بالرغم من برودة الطقس. ونذكر أنّ هناك العديد من النشاطات التي يمكن أن يقوم بها الزوجان لتمضية عطلة سعيدة. ومن بعض هذه النشاطات:

أولاً، تمضية عطلة الأعياد في مكان يحبه جميع أفراد العائلة: عند أحد الأقارب أو الأصدقاء. كما يمكن أن يأخذ الأب والأم عطلة لهما فقط وتمضيتها خارج البلاد وإكتشاف بلد جديد وعادات جديدة. أو يمكنهما تمضيتها في لبنان (إذا كانت الأحوال الإقتصادية تفرض ذلك) في أحد المجمعات السياحية أو عند بعض الأصدقاء…

ثانياً، خلال عطلة الأعياد، تكثر المشاريع الخارجية كما تكثر النشاطات الثقافية والفنية وتُنظم الكثير من المراكز دورات في الفنون المختلفة.

ثالثاً، المشاركة في التقاليد الدينية سوياً، كما مشاهدة حفلات موسيقية ميلادية أو غنائية لمناسبة السنة الجديدة.