IMLebanon

أمنيات فقيرة للـ2020! (بقلم رولا حداد)

عشية انتهاء صفحة عام 2019 والاستعداد لاستقبال الـ2020 يبدو أن اللبنانيين يعيشون بعكس العالم أجمع، لأنهم يدركون أن لا إمكانية لأمنيات وردية للسنة الجديدة.

للمرة الأولى في تاريخ لبنان الحديث يجد اللبنانيون أنفسهم عاجزين حتى عن الأمل، حتى عن التمني، لأنهم يدركون في قرارة أنفسهم أن الآتي من الأيام سيكون على الأرجح أسوأ بكثير من الأيام والأسابيع والأشهر التي مرّت عليهم في سنة كانت كارثية بكل ما للكلمة من معنى وحملت الرقم 2019!

ومن يجرؤ على التمني مع اقتراب السنة الجديدة إنما يجعل أمنياته متواضعة جداً، لا بل فقيرة جداً، كحال البلد الذي يعاني الأمرين!

باتت أقصى أمنياتنا للسنة الجديدة أن يبقى اللبنانيون في أعمالهم ووظائفهم، لمن لم يُصرف بعد. لا أمنيات لزيادة في الرواتب بفعل انخفاض القدرة الشرائية وتراجع سعر صرف الليرة، بل أصبحت أفضل الأمنيات أن نبقى قادرين على قبض رواتبنا، أو نصف الرواتب لقسم كبير من الموظفين، من دون معاناة كبيرة في تحصيلها بفعل الأزمة المصرفية!

تخيلوا أن حلم أغلبية اللبنانيين أضحى محصوراً في ألا يمضوا نصف أيامهم في المصارف لتحصيل بعض الأموال من مدخراتهم بـ”القطارة” بعدما كان لبنان يفاخر بالقطاع المصرفي على أنه ركيزة الاقتصاد الوطني، فإذ بالـ2019 تجهز على هذا القطاع معلنة الانهيار المالي والاقتصادي الكبير!

من كان يُصدّق أن أمنيات المرضى لم تعد الشفاء، بل القدرة على الاستمرار في تلقي العلاجات، والجميع في قلق بفع الأزمات التي تضرب عمليات الاستيراد حتى للمواد والأدوية الطبية!

بتنا نخاف على رغيف الخبز وعلى صفيحة البنزين خوفاً من استعادة مشاهد الانتظار الطويلة أمام محطات الوقود والأفران. وصار القلق للـ2020 يتعلق بمدى الحاجة إلى التموين في المنازل خوفاً من انقطاع في المواد الأساسية في السوبرماركت!

انتقل خوف الأهل للسؤال عن قدرتهم على استمرار دفع أقساط أولادهم في المدارس والجامعات، وعن قدرة المدارس على الاستمرار في ظل الخوف من الإقفال… وأضحت الجملة على كل لسان: “انشالله تخلص السنة المدرسية على خير”!

إنها سنة الـ2020 التي تحمل في طياتها قلقاً وخوفاً أكثر مما تحمل من الأمنيات. لعل الأمنية الوحيدة الباقية في القعر الذي وصلنا إليه هو أن تستمر الثورة لأنه لم يبقَ للبنانيين ما يخسرونه. هكذا تبقى الثورة هي الأمل الوحيد في هذا المخاض الكبير، لعلنا إذا تمسكنا بهذه الثورة وبرفض الخضوع نستطيع أن تغييراً ينتشلنا من هذا القعر الذي يبدو أن لا نهاية له!