في جلسة استثنائية عُقدت الاثنين، أقرّ المجلس البلدي لمدينة بيروت «تقديم مساعدات اجتماعية عاجلة للمحتاجين من أبناء بيروت». ولهذه الغاية، شُكّلت لجنة من أعضاء المجلس: عبد الله درويش، يسرى صيداني، آرام ماليان، أنطوان سرياني، بلال المصري وإسحاق كيشيشيان، لـ«إجراء استقصاء أسعار أو استدراج عروض لتقديم مساعدات عينية ومواد غذائية» لنحو 20 ألف عائلة (معدل أفراد الواحدة منها خمسة أشخاص).
مصادر في البلدية قدّرت كلفة المشروع بنحو نصف مليون دولار، وهو مرحلة أولى سيتبعها لاحقاً البحث في تأمين أدوية للمحتاجين، في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تمرّ بها البلاد. وأضافت أنه جرى الاتفاق على تحديد خمسة مراكز لتوزيع المساعدات في كل من الكرنتينا، وفردان، والملعب البلدي، وحيّ اللجا وكرم الزيتون. المصادر أوضحت لـ«الأخبار» أن مهمة اللجنة ستكون وضع آليه لانتقاء المستفيدين والشروط الواجب توافرها فيهم وطريقة تقديم الطلبات وتقديم المساعدات. ونفت أن يكون وراء الخطوة أيّ توجيه سياسي، مشيرة الى أنه تم الاتفاق في الجلسة على استبعاد توزيع المساعدات عبر المخاتير أو عبر جمعيات خاصة «من أجل تفادي الاستثمار السياسي». ولفتت الى أن القرار حدّد شروطاً يجب توافرها في الشركات والمؤسسات العارضة «لعدم إفساح المجال أمام أي صفقة من تحت الطاولة»، بعدما أثار عدد من الأعضاء المقاطعين شبهات حول «تنفيعات واتفاقات مسبقة مع شركات معينة لتزويد البلدية بالمواد الغذائية التي تنوي توزيعها».
الجلسة عُقدت أمس بغياب 11 عضواً غالبيتهم من المسيحيين، ما أثار شكوكاً في أن القرار لا يحظى بإجماع بين أعضاء المجلس، على خلفية إمكان أن تكون غالبية المستفيدين من لون طائفي معيّن.
وكان نائب رئيس البلدية انطوان اندريا (محسوب على متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة) استبق الدعوة الى الجلسة الاستثنائية بكتاب وجّهه الى رئيس البلدية جمال عيتاني، يعلمه فيه امتناعه عن حضور جلسات المجلس البلدي إلى حين تحديد جلسة لمناقشة مواضيع تقدّم سابقاً بكتب في شأنها، تحتوي ملاحظات حول مشاريع غير ذات جدوى للعاصمة، ولم توضع على جدول الأعمال الذي هو من صلاحيات رئيس البلدية حصراً.